بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
الحقيقة هي أن سلطات النظام الإيراني قامت باختطاف جنازة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره الشريف) ودفنه غصباً في حرم السيدة المعصومة (عليها السلام) خلافاً لوصيته حيث كان سماحته قد أوصى بأن يُدفن مؤقتاً في بيته إلى حين فتح الطريق إلى كربلاء المقدسة ليُدفن هناك بجوار جده الحسين (عليه السلام) في مقبرة العلماء والمراجع من آل الشيرازي والموجودة في الصحن الحسيني الشريف.
وإمعاناً في الظلم قامت سلطات النظام الإيراني بدفن الجثمان الشريف للمرجع الأعلى الراحل في إحدى ممرات الحرم المقدس ليكون موطئاً للأقدام، وغطته بسجادة حتى لا ينتبه إليه أحد، ثم ألحقت هذا الممر بمصلى النساء حتى لا يستطيع أحد من الرجال زيارة الإمام المظلوم الراحل. ولم يكتف النظام بذلك فقد قام جلاوزته بالاعتداء على السيدات العلويات من آل الشيرازي بالضرب المبرح والاعتقال والسجن عندما زاروا قبر أبيهم الشهيد المظلوم، الذي قتلته المخابرات في مستشفى الكلبايكاني في قم المقدسة بتزريق إبرة خاصة أثناء غيبوبته.
ثم قامت السلطات بتكسير البلاطات التي تحمل اسم الإمام الراحل (قدس سره) على قبره.
وبعد فترة قامت السلطات بدس السم إلى ابنه الفقيه المقدس آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (رضوان الله عليه) أملاً منها في قطع طريق استمرارية المرجعية الشيرازية المباركة.
وفيما يلي بعض التقارير والصور التي توثق لهذه الحوادث الإجرامية:
اغتيال جنازة!
مشاهدات اللحظات الأخيرة من جنازة الإمام الشهيد المظلوم آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي رضوان الله تعالى عليه
انتهت الصلاة وسط دموع تتقاطر وصرخات وآهات، وحُمِل النعش من الصحن إلى داخل الروضة ليودع الضريح المقدس الوداع الأخير. هنا بدأت فصول المؤامرة!
لم يكن يدور بخلد أحد أن شيئا مما وقع يمكن أن يقع، فالأجواء بدت طبيعية والموقف الرسمي كان »إيجابيا« بشكل عجيب، ولم يكن ثمة ما يوحي بأن »الاستقصاد« سيستمر. فقد توفي الإمام الشيرازي، رمز المعارضة الإسلامية المرجعية للنظام الإيراني »الإسلاموي« (إسلام - أموي)، وهاهو بدنه محمولا على الأكف، ولم يعد هناك مبرر للقلق، بل إنها فرصة لترتيب حفلة بهيجة بهذه المناسبة يتم فيها رسم سياسة جديدة لا يكون فيها هذا »الرمز« عقبة في الطريق.
كان ذلك هو التصور التحليلي الغالب لدينا حول موقف النظام الرسمي الذي بدا »مريحا« لكثيرين منا، و»مريبا« لقلة قليلة. كنا نتساءل أثناء سيرنا في الموكب المهيب: لقد ارتاحت.. فهل من المعقول أن تقدم السلطة الآن على أمر يمكن أن يشحن الأجواء من جديد؟! بالطبع لا!
لكن تشخيصنا لم يكن دقيقا، فالظالم يبقى ظالما، والمظلوم يبقى مظلوما.. حتى في جنازته!
والمواقف المناهضة الشجاعة والجريئة التي اتخذها المرجع الأعلى للشيعة دفاعا عن الإسلام وإنكارا على المتسترين به لم تغب عن ذاكرة السلطة التي استيقظت من »حفلتها البهيجة« على نبأ اعتزام آل الإمام الراحل دفن جثمانه في منزله تنفيذا لوصيته. وكان ذلك كافيا لها لإعلان حالة الطوارئ لإدراكها بأن ذلك - إن تم - فإنه سيعني بقاء »رمز المعارضة« حيا! فالضريح الذي سينصب فوق مرقده سيكون كعبة للأحرار الشرفاء الذين لم تخدعهم السياسة ولم تأخذهم المصالح ولم يثنهم الإرهاب عن قول كلمة الحق في وجه »السلطان الجائر«!
وفي دفن جسد الإمام الراحل في منزله الذي اعتكف فيه طوال 22 عاما احتجاجا منه على الممارسات غير الشرعية التي يقوم بها النظام باسم الدين من إعدامات واعتقالات ومصادرة الحريات وظلم.... إلخ، في ذلك الدفن معاني كثيرة أخرى لم ترق للنظام، لعل أهمها أنه يمثل رسالة واضحة من الإمام للذين يحكمون مفادها: »إنني مازلت مفارقا إياكم ساخطا عليكم.. وسأبقى معتكفا في منزلي«!
وإلى حين أن يتمهد الطريق إلى كربلاء المقدسة حيث أوصى الإمام الراحل أن ينقل جثمانه إليها، فإن هذه الوضعية ستكون مزعجة جدا للسلطة، فلابد إذن من درء قيامها والحيلولة دونها بأي ثمن.. حتى ولو كان »باغتيال الجنازة«!
وتفاصيل هذا »الاغتيال« يسجلها هنا شاهدٌ كان في معمعة الأحداث واستطاع تصويرها لحظة بلحظة حتى آخر مراحل الدفن والتوسيد:
كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا من يوم الثلاثاء الثالث من شوال 1422 للهجرة، عندما طيف بالنعش في صحن السيدة المعصومة عليها الصلاة والسلام، ثم حط على الأرض تمهيدا لإقامة الصلاة. وجاء شقيق الفقيد آية الله العظمى السيد الصادق الشيرازي ليؤم المصلين، فإذا به يفاجأ برؤيته صورا زيتية »للوالي« الحالي والذي سبقه وقد رفعها مسؤولو النظام على جدار الصحن، واستعد التلفزيون واستعد الصحافيون لالتقاط صورة يظهر فيها السيد الصادق وهو يقيم مراسم الصلاة خلف جثمانٍ أمامه تلك الصور.
وامتنع السيد الصادق عن الصلاة، وأمر بإنزال تلك الصور وإلا فإنه لن يقيمها، لم يرد أن يختلط الأبيض بالأسود، ولم يرد أن يتأذى أخاه الراحل.
وكاد الموقف أن يتطور، إذ شعرت الجماهير المحتشدة بأن التأخير في إقامة الصلاة »يحمل وراءه أمرا غير طبيعي«. ذلك على ما يبدو جعل المسؤولين المرابطين يرضخون، فغطوا الصور إحداها بالأخرى، وعندها عاد السيد الصادق ووقف وكبّر تكبيراته، وصلى بالناس على روح الفقيد المظلوم. ثم ارتفعت الأصوات مع ارتفاع الجنازة، وحُمِلت إلى الضريح الشريف، وعندما وصلت إلى هناك لوحظ أن ترتيبات نظامية مريبة تجري، فقد أحاط عدد من رجال الأمن بالجنازة بشكل لافت، فيما بدأت معاول تحفر في ممر من الممرات في أقصى الروضة قبرا! إلا أن حاملي النعش الشريف قد استمروا في مسيرهم، وكانوا يقصدون الخروج من الروضة متوجهين إلى منزل الفقيد لدفنه هناك حسب وصيته.
هناك.. أي في المنزل المرجعي الذي كان محط أنظار العالم الإسلامي لسنوات طويلة، كان القبر قد حُفِر في باحة المصلى والحسينية، وكانت الأسرة المرجعية والجماهير الغفيرة بانتظار وصول الجثمان. ولم يكن أحد يدري ماذا حصل في الطريق!
عندما أراد حاملو النعش الخروج من الروضة، تفاجئوا بانسداد الأبواب أمامهم من قبل رجال الأمن. »ماذا يجري«؟! كان هذا هو السؤال الذي تردد على الألسن.
كانوا كلما أرادوا الخروج من باب؛ يسبقهم إليه رجال النظام فيغلقونه في وجوههم، حتى سجنوهم من كل جانب. وبدأ الاضطراب بالتزايد، والصيحات تتعالى، إلا أن عددا من الأخيار توجهوا إلى ضريح السيدة صلوات الله عليها متوسلين مستغيثين، وما هي إلا لحظات حتى دُهِش رجال النظام من انفتاح الباب المقابل للضريح من صوب قسم النساء - الذي كان مغلقا أصلا - من تلقاء نفسه!
وتعالت الأصوات بالصلاة على محمد وآله، وأدرك الجميع أنها كانت كرامة للسيد المظلوم. فيما أصيب رجال النظام بالذهول إذ لم يخطر ببالهم أن هذا الباب بالذات يمكن أن ينفتح، لأنه كان أساسا مغلقا.. ثم هم لم يعرفوا كيف فُتِح وبواسطة من؟!
وانطلق المشيعون مسرعين بالنعش المقدس إلى الخارج هاتفين: »حيدر.. حيدر« ولم يستطع رجال الأمن إيقافهم. وسرعان ما تمكن المشيعون من الخروج من الحرم لأن الساحة (الصحن) التي كان يطل عليها ذلك الباب كانت غير مزدحمة، حيث كانت الجماهير قد احتشدت في الساحة الأخرى حيث أجريت مراسم الصلاة.
في تلك الأثناء صاح رجال الأمن عبر جهاز اللاسلكي: »لقد استطاعوا الخروج بالجنازة.. أكرر: لقد استطاعوا الخروج بالجنازة.. إنهم يتوجهون الآن إلى المنزل«!
وجاء جواب القيادة: »سنجري اللازم وستأتيكم تعزيزات.. ابقوا في مكانكم.. سنعيد الجنازة«!
في الشارع حيث كان المشيعيون يسيرون نحو البيت؛ تثاقلت خطواتهم بسبب غفرة الجماهير التي كانت في طريقها أيضا إلى المنزل. وبينما هم كذلك إذ جاءت فرق من القوات الخاصة وقوات مكافحة الشغب قوامها حوالي 1500 رجلا بسيارات (الميكرو باص) النظامية، واصطفوا على طول الطريق، ثم بدأت مجموعة من الأوباش منهم بالتغلغل وسط الجماهير بهدف الوصول إلى النعش، وهنا ضج الناس ووقعت مصادمات عنيفة أدت إلى سقوط عدد من الجرحى واعتقال آخرين وإيداعهم في السيارات النظامية.
وانقضت القوات على كل من وقف في طريقها، ولاحقت الرجال والنساء والأطفال، ولم تفرق بين أحد. إلى أن وصلت إلى مقربة من النعش، فواجهت مقاومة شرسة من حامليه أدت إلى سقوط النعش مرتين على الأرض.
في المرة الأولى كُسِر التابوت كسرة طفيفة، وفي الثانية ازداد الكسر وانقلب التابوت. وعندما رُفِع شوهد خاليا من جثمان الإمام المظلوم الذي كان في ذلك الحين تحت الأقدام!!
ومع انهماك المشيعين برفع الإمام من الأرض ووضعه من جديد في التابوت، انهال عليهم رجال القوات الخاصة بالضرب المبرح على ظهورهم ورؤوسهم، فأفقدوا عددا منهم الوعي، وتمكنوا بعدئذ من الجنازة وحملوها إلى سيارة من سيارات (الميكرو باص) النظامية!
بعد ذلك انطلقت هذه السيارة في طريق خاص كانت القوات قد شقته سلفا وسط الجماهير، الأمر الذي سهل وصولها إلى الحرم من جديد. بينما نشب عراك ما بين مجموعات المشيعين التي حمّلت كل واحدة منها الأخرى مسؤولية تمكّن القوات من اختطاف الجنازة.
وأُبقِي الجثمان داخل السيارة، وتوجهت مجموعة من القوات إلى الروضة الشريفة ووضعت سياجا حول القبر المحفور على مسافة 25 مترا تقريبا، ودفعت المتجمهرين إلى خارج السياج بالقوة، ثم وقفت على طوله منعا من اختراقه. وقد حاول بعض المحتشدين تجاوزه فقوبل بضرب مبرح وتم اقتياده إلى المعتقل. ولم يُسمَح إلا لصحافي واحد بالدخول لتغطية وقائع الدفن بعدما بدأ المتجمهرون يطلقون هتافات معادية للنظام وللولي الفقيه وهم يطالبون بدخول هذا الصحافي »للتأكد من أن الذي سيدفن هو الإمام الشيرازي حقا«. وكان هذا الصحافي قد هيّج المحتشدين ودعاهم إلى الضغط على المسؤولين المرابطين لإدخاله، إلا أن المحاولات مع المسؤولين لم تجدِ نفعا. وبعد حوالي نصف ساعة جيء بالجسد الشريف فازدادت الاضطرابات وضجت الروضة بأهلها واندفعت الجماهير لتحطيم السياج بشكل أخاف رجال الأمن كثيرا، وبانت عليهم علائم الرهبة. وكنوع من التهدئة لم يجد رجال الأمن مفرا من السماح للصحافي بالدخول والتقاط صور الدفن مع اشتراط عرض شريط الفيلم عليهم بعد الانتهاء من التصوير، وهو ما قبل به الصحافي.
وبدأت مراسم الدفن التي ربما كانت أكثر مثيلاتها إهانة! فكل شيء كان يتم بشكل سريع، وكان »السلق« هو الطاغي على الأمور.
الحضور الملتفون حول القبر ما كانوا سوى رجال المخابرات (الإطلاعات) وقد غطوا كل الجوانب بحيث عدمت الرؤية عند أولئك الذين كانوا خلف السياج.
وكُشِف عن الرأس المقدس للسيد العظيم، فانتُهِزَت هذه الفرصة لالتقاط صورة كانت هي آخر صورة للإمام الشيرازي الراحل. كان الإمام رضوان الله عليه مبتسما كعادته ولم تفارقه هذه الابتسامة حتى في مماته. إنها الابتسامة ذاتها التي كان يستقبل بها ضيوفه، وكأنه في تلك اللحظات كان يستقبل ضيفا عظيما.. كأنه كان يستقبل مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
كان أحد رجال المخابرات يقوم بعملية التلقين ممسكا بمكبر للصوت، ولم يخرج التلقين عن السلق الطاغي. ولأن كل شيء كان يتم بسرعة واضطراب، فقد أُنزِل الجثمان الشريف بشكل مهين للغاية!
كان في القبر عتبتان أعدهما الدفّان سلفا كي يتمكن من الصعود والنزول بالاتكاء عليهما، وهذا أمر طبيعي في كل القبور، فهما بمثابة السلم المختصر. وعندما جرى إنزال الجثمان، هوى الرأس الشريف إلى الأسفل فاصطدم بإحدى هاتين العتبتين!
وكانت تلك اللحظة موجعة للغاية حتى لرجال المخابرات، إذ لم يتمالك بعضهم نفسه وبكى من هول ما رأى!
واستمر التلقين للحظات كان فيها الدفّان يوسّد القبر، فوضع الأحجار فوق الجثمان تمهيدا لكسوها بالإسمنت الأبيض. ومن شدة مطالبة رجال المخابرات ورجال الأمن الدفّان بالإسراع فإنه طلب الاستعانة بأحدهم، فكان يناوله الأحجار لوضعها. ونتيجة للضغط المتواصل فقد ارتبك هذا المعاون، وسقطت منه إحدى الأحجار وتكسرت على الجثمان الطاهر وكاد هذا المنظر أن يصيب الحاضرين بسكتة قلبيةّ!!
ثم حُثِي التراب على القبر، واستطاع بعض الذين كانوا خلف السياج أن يروا هذا المشهد، فتسبب ذلك في إحمائهم وانتفخت أوداجهم وثاروا على رجال الأمن المرابطين، وكادوا أن يحطموا السياج المنصوب، بينما تراجعت القوات إلى الخلف وبدأ المتجمهرون في التقدم. وما هي إلا لحظات حتى تمكنوا من تحطيمه والنفر إلى القبر الشريف، وانسحبت القوات بعدما فرشت على القبر سجادة جعلت فوقها صندوقا خشبيا لفته بوشاح أسود ووضعت عليه بعض المصاحف.
وألقى الناس بأنفسهم على المرقد المقدس، وضجوا بالبكاء والنحيب وضرب الصدور والرؤوس، وأُغمِيَ على كثيرين منهم وجرى نقلهم إلى الخارج. وبدا الحرم كله وكأنه يرتج من وقع اللطم. في حين كان نواح النساء اللاتي تجمهرن في إحدى الزوايا يذكر بيوم الطف.
وفي وسط هذه المعمعة استطاع الصحافي النفاذ وكرّ عائدا من حيث أتى، حتى لا يتمكن رجال المخابرات من ضبطه ومصادرة أفلامه التي صورها. وهذا ما كان.
واستذكر الجميع مأساة الإمام الحسن المجتبى صلوات الله عليه، الذي مُنِع من الدفن حيث أوصى.. واستذكر المشيعون مصيبة الإمام الكاظم صلوات الله عليه، الذي وُضِعت جنازته فوق جسر بغداد!
ويأبى الله جل جلاله إلا أن يكون أولياؤه مظلومون، ويأبى إلا أن يكون الإمام الشيرازي مظلوما.. حتى في جنازته حيث جرت مراسمها بهذا الشكل المهين، واختطِف الجثمان الشريف ودُفِن مغصوبا في إحدى الممرات بعيدا عن قبور بقية المراجع، حتى لا يكون له أثر كما فعلوا بقبر الشهيد السيد حسن الشيرازي أخ الإمام الراحل، حيث فُرِشت سجادة على القبر المسوّى بالأرض، فلا يشعر الناس بأقدامهم وهي تطأ هذا المرقد المقدس!
وقد دفنوه رضوان الله عليه من دون التابوت الذي كان مقررا أن يدفن فيه حتى يحفظ الجثمان من التحلل إلى حين نقله إلى كربلاء المقدسة، حيث كان الإمام الراحل قد أوصى أن يدفن في بيته وديعة إلى أن يتمكن ذووه من نقله إلى كربلاء. هذا واليقين عند المؤمنين أن جثمانه الطاهر سيظل محفوظا بعناية أهل بيت الرحمة صلوات الله عليهم رغم أنوف الحاقدين!
الحاقدون الذين لم يكلفوا أنفسهم حتى رفع مستوى القبر قليلا ووضع قالب زجاجي عليه، أسوة ببقية المراجع والعلماء، لتمييزه عن الأرض والممر، وما ذلك إلا حقدا منهم وحسدا لهذا المرجع العظيم الذي كان شوكة الحق في خاصرة باطلهم!
ولنعم ما قيل:
هم يحسدوني على موتي فوا أسفا
حتى على الموت لا أخلو من الحسد
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
تفاصيل عن شهادة آية الله السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه
• قبل فترة وجيزة من وفاة آية الله الشهيد أُجرِيَ له تحليل كامل للدم، وأظهرت النتيجة خلوّه من أي مرض، كما وأنه لم يكن يعاني من السمنة أو ارتفاع ضغط الدم أو الكلسترول، ولم يكن مدخنا أو عصبي المزاج، وكان دون الخمسين من العمر ولم تكن له أية سابقة مرضية باستثناء آلام الظهر المعتادة عند الكثيرين، والتي لا علاقة ولا تأثير لها على حدوث الجلطات القلبية.
• يوم شهادته – يوم الأحد 26 جمادى الأولى 1429– فوجئ به أقرباؤه مطروحا على الطرف الأيمن من وجهه بعد صلاة الصبح ورأوا بقعا زرقاء في هذا الطرف من رأسه ووجهه ورقبته وفي أذنه اليمنى، وأيضا رأوا بقعا حمراء داكنة تشبه بعضها آثار الحروق في جبهته وتحديدا فوق حاجبه الأيسر، وفي الطرف الأيسر من جبهته وتحت عينه اليسرى وفوق أنفه جهة اليمين، تقيح ثلاثٌ منها دماً قليلا.
• لم يكن موضع سقوطه قريبا من أية طاولة أو ما أشبه، وكانت الأرض تحته مفروشة كما أنها كانت خالية بحيث لم يصطدم بشيء جارح ولم يسقط على شيء جارح كذلك، فلا مجال لاحتمال أن تكون كل هذه الكدمات والجروح والآثار ناتجة عن سقوطه خاصة أنها تعددت على أطراف الوجه ولم تنحصر في جهة واحدة منه.
• تم نقله بسرعة إلى مستشفى (كامكار)، حيث رآه أحد الأطباء وهو لا يزال في السيارة، فقال إنه ميت، ثم تم نقله إلى داخل المستشفى وتم فحصه ومحاولة إنعاش قلبه بالصعقة الكهربية، فلم يفلح في إرجاعه إلى الحياة. فتركه الطبيب وذهب إلى مريض آخر. ثم اقترح أحد أقربائه ممن كان برفقته على الطبيب أن يجرّب معه الصعقة الكهربية مرة أخرى، فلم يفلح هذا الإجراء أيضا.
• عند سؤال الطبيب عن سبب الوفاة، أجاب بأنه غير متأكد من السبب، وأن الاحتمال الأقوى الجلطة قلبية، وقد صرح أطباء آخرون أنه مات مسموما وتكفي مشاهدة صوره للحكم بذلك وبوضوح شديد لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
• لم تصدر المستشفى شهادة وفاة رغم أن القانون الإيراني يمنع من إخراج أي جثمان من المستشفى دون إصدار شهادة وفاة له، فكيف بإخراجه من البلاد!!
• لم يستغرق البقاء في المستشفى سوى فترة وجيزة لم تتجاوز النصف ساعة، حيث نقل آية الله الشهيد بعدها إلى المغتسل الكائن في مقبرة البقيع في مدينة قم المقدسة.
• فور وصول الجثمان ومن معه إلى المغتسل، أتت سيارتان إلى هناك وقام ركابهما بتخلية المغتسل من الناس وحتى أقرباء الشهيد، معرفين أنفسهم بأنهم من الاطلاعات (البوليس السري). كما وقاموا بإغلاق جميع منافذ المقبرة وباحتجاز الجثمان في المغتسل - مع أن هذا من أقبح المنكرات والمحرمات – كما قاموا بعدم السماح لأي شخص بالدخول عليه بعد قفل الباب وحراسته.
• شوهد رجال الاطلاعات وهم يزرِّقون جسد الشهيد بإبرة! ولم يتسنَّ للناس المتواجدين هناك معرفة ما إذا كانوا يسحبون منه دما أو يحقنونه بمادة ما، وواضح عقليا وشرعيا وفي القوانين العالمية عدم جواز ذلك إلا بإذن من أولياء الشخص وبحضورهم، فلماذا طردوا أقرباءه والآخرين وانفردوا بالشهيد ولساعات عديدة! أليس ذلك كله مؤشرا واضحا على أن أمراً ما قد جرى بواسطتهم بهدف إتمام المهمّة والتغطية على الجريمة؟
• بعد تدخل بعض الشخصيات لاسترجاع الجثمان، تحجّجت (الاطلاعات) بأن القضية عند وزارة الأوقاف، وبعد مراجعة رئيس فرع الأوقاف في قم نفى أن يكون للأوقاف صلة بما يجري، وحمّل (الاطلاعات) المسؤولية مؤكداً أن وزارته بعيدة عن مثل هذه الإجراءات. وبعد تعطيل دام 6 ساعات، وصل الجثمان إلى البيت وتم تغسيله حيث أنه لم يكن قد غُسٍّل بعد.
• رأى بعض القائمين على الغسل – بالإضافة إلى ما تقدم من الآثار – بقعا زرقاء على إحدى الخاصرتين ومواضع أخرى من الجسد على نحو لا يثير الريبة فحسب بل يؤكد وقوع الجريمة المدبّرة.
• عند وصول الجثمان إلى كربلاء المقدسة ليلة الأربعاء، فوجئ المعنيّون هناك بأن الدماء – التي كانت تقيح يسيراً من الجروح الثلاث المشار إليها آنفا – تغطي مُجمل الكفن من جهة الرأس! ولهذا السبب اضطروا إلى تغيير الكفن صباح الأربعاء بآخر طاهر ونظيف، وكان هذا مثار التعجّب لأن استمرارية تدفق الدم من الجسد بهذه الكثرة المهولة لا تفسير طبياً له إلا أن ثمة سمّاً أو غازا خانقا أو غير ذلك من المواد القاتلة هو ما كان من عوارضه ترقيق الدم ليسهل خروجه من البدن، حيث إن الميّت طبيعياً يتخثّر دمه في العروق فلا يخرج ولا يسيل من بدنه شيء منه أكثر من الحد المعتاد.
• كان اللون الأخضر الداكن يبدو طاغياً على المنطقة الممتدة من الرأس إلى السرّة من الجهتين؛ الأمامية والخلفية. وكان كلٌ من الرقبة واليدين والصدر والبطن والظهر والجنبين؛ مليئا بالتفطّرات المائية والتي بلغ حجمها حجم الكف وأكبر وبفاصلة عشرة إلى خمسة عشر سانتيمترا بين الواحدة والأخرى، وكانت التفطّرات مليئة بالماء بحيث إذا انثقبت إحداها جرى ماؤها وأصبح جلدها متدليا. وكان الجسد مخضرا كله من الرأس إلى باطن القدمين ولكن الاخضرار كان يخف تدريجا من السرة فما دون. ومن الواضح أن الاخضرار علامة من علامات التسمم، ولم يكن ذلك أثرا طبيعيا لمضي أيام على الوفاة، إذ أن الجسد لم تكن به رائحة ولم يكن متفسخا، إذ التعفن لا ينتج الاخضرار وإنما الاسوداد وشبهه.
• عند الشهادة كانت الكهرباء مقطوعة في محلة بيت الشهيد، والتي كانت لم يسبق لها أن انقطع فيها الكهرباء في أوقات الفجر، فغاية ما كان يقع هو انقطاعها عصراً في بعض الأحيان. ما يقوي أن يكون هذا الانقطاع مدبَّرا سلفاً لقيام بعض العناصر باقتحام بيت الشهيد في تلك الأثناء وإيقاع الجريمة.
• بعد الشهادة اكتشفت العائلة أن زجاج باب السطح كان مكسورا بحيث يمكن إدخال اليد من الخارج وفتح قفل الباب.
• هذا الحادث المؤلم المتمثل باغتيال آية الله الشهيد السيد محمد رضا الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه) يعيد إلى الأذهان ما جرى قبل سنوات من قيام (الاطلاعات) باعتقال السيد الشهيد واحتجازه بل والاعتداء عليه بالضرب الذي أدّى إلى غيابه عن الوعي آنذاك!! وكان الأمرُّ من ذلك هو اعتقال سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله العالي) والتجاسر عليه. ولا يخفى أن العديد من رجالات هذه الأسرة العلمية الجهادية قد تعرّضوا للاعتقال والتعذيب من قبل، كسماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي وسماحة آية الله السيد حسين الشيرازي وسماحة العلامة الحجة السيد مهدي الشيرازي حفظهم الله، ويصل عدد المعتقلين من هذه الأسرة إلى نحو 80 فردا، فيما يصل عدد المعتقلين والمعذبين من المتعلّقين بهم وتلامذة هذه المدرسة العلمية ومريديها إلى نحو ثلاثة آلاف فرد!! ولا يزال المؤمنون يتذكرون بالأسى ما تعرّض له الإمام الراحل (رضوان الله تعالى عليه) من صنوف الظلم والجور اللذان لم يقتصرا على حياته – حيث عاش تحت الإقامة الجبرية - بل امتدّا ليشملا جنازته التي خُطفت وتم التنكيل بمن شيّعها من المؤمنين ودفن جثمانه الشريف غصباً ثم طمس أية إشارة إلى مرقده الشريف وجعله موطئا للأقدام كما هو عليه الآن!!
• كما يعيد هذا الحادث المؤلم إلى الأذهان ما جرى قبل نحو ثلاث سنوات حيث قامت (الاطلاعات) بمهاجمة أفراد الأسرة المرجعية الذين كانوا في زيارة لمرقد الإمام الراحل الشهيد آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه) في حرم السيدة المعصومة (صلوات الله عليها) وذلك في اليوم الذي سُمِّيَ بالثلاثاء الأسود، حيث أوقع الجلاوزة اعتداءات وحشية على أربع من رجال الأسرة الكريمة و25 من النساء والأطفال، كما تم اعتقال معظمهم واحتجازهم وتعذيب بعضهم، وبلغت فداحة الاعتداء الآثم حدّ أن تُجهض إحدى شقيقات المرحوم الشهيد جنينها!!
يقول القرآن الكريم: (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون؛ إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار). (إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا). صدق الله العلي العظيم.
بيان الشيخ الحبيب عندما تم الاعتداء الآثم على السيدات العلويات من آل الشيرازي
صدر عن الشيخ ياسر الحبيب البيان التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
حُرّر في 4 من رجب لسنة 1426 من الهجرة الشريفة
قال الله العظيم في محكم كتابه الكريم: " وما الله يريد ظلما للعالمين". (آل عمران: 108).
وردتنا من عش آل محمد، قم المقدسة، أنباء تزلزل الجبال عن تعرّض جلاوزة المخابرات الإيرانية للمؤمنين والمؤمنات الزائرين لمرقد المجدد الشيرازي الراحل (رضوان الله تعالى عليه) والذين توافدوا على الحرم المعصومي الشريف لتقديم واجب العزاء لسيدتنا الطاهرة المعصومة (صلوات الله عليها) بمناسبة ذكرى استشهاد سيدنا ومولانا الإمام علي بن محمد الهادي (صلوات الله عليه).
وبعدما منعوا منذ أيام الرجال من الوصول إلى مرقد السيد المجدد (قدس سره) وزيارته؛ وبعدما طمسوا كل العلائم التي كانت موضوعة على القبر حتى ساووه بالأرض؛ لم يهنأ لهم بال بأن تبقى النساء تزوره! فانقضت شرذمة من أوباش المخابرات على الزائرات اللائي أقمن عند المرقد بتلاوة كتاب الله والأدعية الشريفة، وضربوهن والأطفال بالسِّياط والهراوات! وانتزعوا الخمار من وجوههن! ولم يعجبهم أن يتدخل سماحة آية الله السيد حسين الشيرازي (دام ظله) للذب عن عرضه وأعراض العلويات المخدّرات، فنكّلوا به وبمن معه، واقتادوهم جميعا – رجالا ونساءا – إلى غياهب السجون، ليقضون هناك ليلتهم هذه تحت التعذيب الوحشي!
فلمَ كل هذا وعلى ماذا؟! وما الجريمة التي ارتكبتها الأسرة المرجعية الكريمة حتى يُسجن منهم ومن أقربائهم أربعة رجال، وثمان نساء فيهن الحوامل، وطفلتان بريئتان؟! هل أن مجرد زيارتهم لأبيهم وجدّهم جريمة عند هؤلاء الظلمة القتلة؟!
أي شرع وأي دين أباح لهؤلاء الأدعياء تدنيس حرم بنت موسى بن جعفر (صلوات الله عليها وعلى أبيها) ومداهمة اللائذين واللائذات به بهذه العملية الإجرامية؟!
ومن للرُّضّع بعد سجن أمهاتهم؟! وفي ذمّة مَن دم ذلك الجنين السقط الذي سقط أو يكاد من رحم أمه حرم سماحة السيد محمد جواد الشيرازي؟! وذلك الكسر في رجل كريمة الإمام الراحل زوجة الخطيب السيد محمد باقر الفالي - والذي أعاقها عن المشي – في أعناق من؟! وتلك الظهور التي اسودّت من آثار السياط مَن يتحمّل مسؤوليتها؟!
وهذا الانتهاك السافر لكرامة علماء الدين وفضلاء الحوزة العلمية كيف لنا أن نسكت عليه؟! وهذا التعدي على حرمة نواب الإمام (صلوات الله عليه) كيف لا تسخطه عليهم؟! وكل هذه التجاوزات الجسيمة للشرع والعدالة كيف لا تُنزل عليهم نقمة الله المنتقم الجبّار؟!
وبعد هذا.. كيف لنا أن نقول عن هذه الحكومة أنها حكومة رسول الله وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهما)؟! وماذا بقي لها كي نحترمها؟! أهذه أفعال حكومة إسلام أم حكومة تستّر بالإسلام؟! هل الاعتداء على النساء حكم محمد وعلي أم حكم أبي بكر وعمر؟!
إذا اعتقلوا الرجال.. فأي ذنب للنساء؟! أي ذنب للأطفال؟!
وما الجريرة؟! زيارة؟! وضع خرقة خضراء على قبر سُويَّ بالأرض ليكون موطئا للأقدام؟!
والله إن قلب مولانا صاحب الأمر (أرواحنا فداه) ليتفطّر ألما على ما يجري!
إن هذا العمل الجبان الذي قام به الأوغاد العمريّون في جهاز المخابرات الإيراني المنحط، هو عند الله جرم عظيم، لا يمكن السكوت عليه، ولن يمرّ مرور الكرام، فليس بعد مسّ الأعراض صبر أو تحمّل..
وإنه سيكون للمؤمنين والشرفاء موقف مع المعتدين قريبا عاجلا إن شاء الله تعالى، والمجازي الأكبر هو الله تبارك وتعالى.
نسأل الله أن يثيب عائلة الإمام المرجع خير الثواب على صبرهم وتحمّلهم، نسأله تعالى أن يزيد في حسناتهم على ما بذلوه من تضحيات في سبيل دين الله سبحانه. وأما الظالمون.. فاللهَ نسألُ أن يعجّل في نزول نقمته وغضبه وسخطه عليهم، وأن يأخذ بحقنا منهم، اللهم آمين بحق محمد وآله الطاهرين صلواتك وسلامك عليهم أجمعين.
ياسـر الحبـيب - لندن
بعد الاعتداء مجددا على قبر المجدد الثاني.. الشيخ يطالب بإنفاذ وصيته ونقل جثمانه إلى كربلاء المقدسة
تعرّض المرقد الشريف للإمام المجدد الثاني آية الله العظمى الشهيد السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره الشريف) إلى اعتداء آثم مجدداً في حرم كريمة أهل البيت السيدة فاطمة المعصومة (صلوات الله وسلامه عليها) حيث دُفن غصباً من قوات الأمن الخامنئي قبل نحو عشر سنوات.
تمثّل الاعتداء الآثم بمحاولة تكسير البلاطات الرخامية التي تعلو القبر الشريف ودكّها بأدوات يرجّح أنها من قبيل المطارق كما أظهرت الصور التي التقطت بعد الحادثة في الثالث من صفر الجاري 1431.
ويأتي هذا الاعتداء بعد أيام من توتر جرى في المكان نفسه بين مشيعي العلوية الفاضلة أخت المرجع المجدد التي توفيت أخيراً وبعض عناصر الأمن والمخابرات، ويظهر أن هذا الاعتداء جاء على خلفية هذا التوتر من قبل أفراد مرتبطين بالنظام الخامنئي الجائر.
وفي هذا الصدد طالب الشيخ ياسر الحبيب بضرورة نقل جثماني الإمام الراحل وأخيه آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي (قدس سرهما) إلى كربلاء المقدسة إنفاذاً لوصيتهما بالدفن إلى جوار جدهما الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه. مستهجناً بقاء الوضع الحالي الذي يعرّض مرقد مرجع أعلى للشيعة إلى هتكٍ لم يُعرف له مثيل في التاريخ المعاصر بالنسبة لغيره من المراجع، حيث تم جعل مرقد المرجع موطئاً للأقدام ثم تم ضمّه إلى حيز النساء حتى لا يتمكن أحد من زيارته، ثم بالأخير يتعرّض إلى هذه الاعتداءات من الحاقدين على الإمام المجدد المظلوم بسبب وقوفه في وجه الطغاة المتسترين بلباس الإسلام والتشيع.
جدير ذكر أن النظام الخامنئي يصرّ حتى الآن على عدم السماح بنقل الجثمانين الشريفين إلى كربلاء المقدسة رغم وجوب إنفاذ الوصية شرعاً، ورغم أن دفن الإمام الراحل في هذا الموضع كان غصباً، ورغم أن الطريق إلى كربلاء المقدسة صار سالكاً بعد سقوط النظام الصدامي الجائر. وقد رفض النظام الخامنئي الجائر وساطات بعض المراجع والعلماء الكرام في هذا الخصوص.