هل سماحة السيد المرجع يعتقد بتحريف القرآن؟ وماذا عن الشيخ المفيد قدس سره؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

‏بسم الله الرحمان الرحيم

‏سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظك الله ورعاك وسدد خطاك !!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد !!!

هل سماحة السيد صادق الشيرازي دام ظله العالي يؤمن بتحريف القرآن أو أن فيه نقص ؟؟ نرجو التوضيح لأن هناك في كتابه علي في القرآن ما يشير إلى ذلك ؟؟ وكذلك بالنسبة للشيخ المفيد ومانقل عنه في بحار الأنوار حول سؤال متعلق بذلك (المجلد 85 أو 89 ( بسبب أنه ملف من الانترنت) ص 74 فما بعدها )؟


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيدتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، جعلنا الله وإياكم قريبا من الطالبين بثارها مع ولدها المنتقم لها صاحب العصر والزمان الإمام الحجة بن الحسن المهدي أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء.

ليس في كتاب (علي عليه السلام في القرآن) لسماحة السيد المرجع (دام ظله) ما يشير إلى اعتقاده بتحريف القرآن أو نقصه، فإن كنت تقصد قوله: ”هذا كله مع الغض عما لم يصلنا وضاع أو أحرق من آيات وردت في فضل علي بن أبي طالب سلام الله عليه“ (علي في القرآن ج1 ص10) فمعناه ما ورد في أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) من روايات تفسّر وتأوّل الآيات الكريمة في فضله عليه السلام، فكثير من تلك الروايات ضاع وأحرق ولم يصلنا. وقد صدرت الفتوى مكررا من سماحته (مد ظله) بأن القرآن الحالي الذي بأيدينا محفوظ، ليس فيه نقص أو زيادة أو أدنى تحريف.

وأما ما ورد في البحار من كلام للشيخ المفيد (رضوان الله تعالى عليه) فأصله في المسائل السروية، وظاهره اعتقاده بأن القرآن الذي بين الدفتين منقوص، إلا أنه شرح ما التبس في عبارته هذه في كتابه الآخر (أوائل المقالات) فبيّن أن ما يعبّر عنه بأنه نقص من القرآن ليس سوى التأويل والتفسير الذي كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد كان ذلك التأويل منزلا أيضا إلا أنه غير كلام الله المعجز الذي نتلوه. فقال رضوان الله تعالى عليه: ”وقد قال جماعة من أهل الإمامة أنه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتا منزلا وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز، وقد يسمى تأويل القرآن قرآنا، وهذا ليس فيه بين أهل التفسير اختلاف.

وعندي أن هذا القول أشبه من مقال من ادعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل، وإليه أميل والله اسأل توفيقه للصواب“. (أوائل المقالات للمفيد ص80).

وعلى هذا فاعتقاد المفيد (عليه الرحمة والرضوان) هو أن القرآن المعجز الذي بين الدفتين ليس بمنقوص ولا محرّف. وإنما كان يقصد تأويله وتفسيره الذي هبط من السماء وأثبته أمير المؤمنين (عليه السلام) في مصحفه، فهذا الذي فقدناه وسيظهر بيد مولانا صاحب الأمر (صلوات الله عليه) قريبا إن شاء الله تعالى.

وفقكم الله لخير الدنيا والآخرة. والسلام.

19 جمادى الآخرة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp