سماحة الشيخ الفاضل ياسر الحبيب حفظكم الباري عز وجل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ماهوموقف الشيعة من المختارالثقفي (قاتل قتلة الحسين ) فأنا رغم هذه الفضيلةلا اجد له ذكر إطلاقا
زادكم الله من فضله وإحسانه وكرمه. والسلام.
محمد
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأشهر عندنا أنه من المجاهدين الصلحاء، وقد وردت عدّة روايات في مدحه، غير أنه قد وردت أخرى في ذمّه، لذا مال بعضٌ إلى جرحه.
ومن الروايات المادحة ما رواه الكشي (عليه الرحمة) عن عبد الله بن شريك قال: ” دخلنا علي أبي جعفر عليه السلام يوم النحر وهو متكئ وقد أرسل إلى الحلاق؛ فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه، ثم قال: من أنت؟ قال: أنا أبو الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي - وكان متباعدا من أبي جعفر عليه السلام - فمدّ يده إليه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده. ثم قال: أصلحك الله؛ إن الناس قد أكثروا في أبي وقالوا؛ والقول والله قولك. قال: وأي شيء يقولون؟ قال: يقولون: كذاب! ولا تأمرني بشيء إلا قبلته. فقال: سبحان الله! أخبرني أبي والله أن مهر أمي كان مما بعث به المختار، أولم يبنِ دورنا وقتل قاتلنا وطلب بدمائنا؟ فرحمه الله. وأخبرني والله أبي أنه كان ليسمر عند فاطمة بنت علي يمهد لها الفراش، ويثني لها الوسائد ومنها أصاب الحديث، رحم ألله أباك رحم الله أباك، ما ترك لنا حقا عند أحد إلا طلبه، قتل قتلتنا، وطلب بدمائنا“. (رجال الكشي ج1 ص340).
ومنها ما رواه الكشي أيضا عن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال: ”لا تسبوا المختار فإنه قتل قتلتنا وطلب بثأرنا وزوّج أراملنا وقسّم فينا المال على العسرة“. (المصدر نفسه).
أما الروايات الذامة فمنها ما رواه الكشي عن حبيب الخثعمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ”كان المختار يكذب على علي بن الحسين عليهما السلام“. (المصدر نفسه).
ومنها ما رواه ابن إدريس (عليه الرحمة) عن سماعة بن مهران قال: ”سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا كان يوم القيامة مرّ رسول الله بشفير النار، وأمير المؤمنين والحسن والحسين، فيصيح صائح من النار: يا رسول الله يا رسول الله يا رسول الله أغثني! قال: فلايجيبه. قال: فينادي: يا أمير المؤمنين يا أمير المؤمنين يا أمير المؤمنين أغثني! فلا يجيبه، قال: فينادي: يا حسن ياحسن ياحسن أغثني! قال: فلا يجيبه. قال: فينادي: يا حسين يا حسين يا حسين أغثني أنا قاتل أعدائك! قال: فيقول له رسول الله: قد احتج عليك. قال: فينقض عليه كأنه عقاب كاسر، فيخرجه من النار.
قال: فقلت لأبي عبدالله عليه السلام: ومن هذا جُعلت فداك؟ قال: المختار! قلت له: ولم عُذِّب بالنار وقد فعل مافعل؟! قال: إنه كان في قلبه منهما شيء! والذي بعث محمداً بالحق لو أن جبرئيل وميكائيل كان في قلبيهما شيء لأكبّهما الله في النار على وجوههما“! (السرائر لابن ادريس الحلي ج3 ص566 ونحوه في التهذيب للطوسي ج1 ص466).
ومعنى هذه الرواية أن المختار لم يكن مستقيم العقيدة، فإنه رغم ما فعله من خير تمثّل بالانتقام من قتلة سيد الشهداء (صلوات الله عليه) إلا أنه كان في قلبه شيء من محبة أبي بكر وعمر عليهما اللعنة، ولهذا فإنه أُدخل النار إذ لو كان جبرئيل وميكائيل (عليهما السلام) في قلبيهما شيء من محبة هذين الملعونين لأكبهما الله في النار على وجوههما! إلا أن الحسين (عليه السلام) سيتداركه بالشفاعة ويخرجه من النار. وليس الإخراج من النار مستلزما للإدخال في الجنة بالضرورة، فتأمل.
وبناء على مدلول هذا الخبر جمع العلامة المجلسي (رضوان الله تعالى) في البحار بين الأخبار المادحة والأخبار الذامة بتقوية أن يكون مآل المختار إلى النجاة، لكنه صرّح بالتوقف في شأنه.
أما الذين حكموا بحسن حاله فحملوا الأخبار الذامة على التقية، أو على أنها موضوعة من قبل الأمويين ومن والاهم لفضّ الناس عن ثورة المختار وعن تأييده. كما ناقشوا أسناد هذه الأخبار وضعّفوها.
وأما الذين حكموا بسوء حاله فاعتمدوا على ما تواتر من كون المختار داعيا لابن الحنفية ورأسا للكيسانية المنحرفة، وعلى ما صدر منه من تمثيل محرّم في الشرع، وحملوا الأخبار المادحة على أنها موضوعة من أصحابه لتحقيق آمالهم في الحكم باسم أهل البيت عليهم السلام، كما كان حال بني العباس لاحقا. كما ناقشوا أسناد هذه الأخبار المادحة وضعّفوها أيضا.
وعندي أن براهين كلا الفريقين قاصرة عن إثبات المدّعى، والشك عندي أكبر في حال ابن الحنفية نفسه، مع أني لا أستبعد أن يكون قد أظهر إمامته وواطأ المختار على إظهار ذلك بقصد حماية الإمام الحق وهو علي بن الحسين (عليهما السلام) من تبعات الثورة وانتقام الأمويين، وهذا قوي عندي جدا بناءً على بعض الروايات والدلائل التاريخية. إلا أني مع هذا كلّه لا يمكنني القطع بشأنه، ولذا أنا باقٍ على التوقف إلى أن أبذل الوسع في ذلك تحقيقا إن شاء الله تعالى ووفّق.
دفع الله عنكم كل شر ووفقكم لكل خير. والسلام. ليلة الرابع عشر من ذي الحجة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.
----------------------------------------------
السؤال :
السلام عليكم
نهنئكم من كل قلوبنا على إنجاز مشروع استلام مسجد المحسن علية السلام، وسؤالي رأي الشيخ ياسر الحبيب بشخصية المختار الثقفي، لأنه لمحت في إحدى لقاءات الشيخ ياسر حفظه الله له رأي! ولكم كل التقدير
أبو مجتبى
--------------------
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نبادلكم التهاني والتبريكات ونعتذر عن التأخر في الرد.
الشيخ متوقف بشأن المختار الثقفي مع الميل إلى قدحه، وقد فصّل بشأنه في شهر محرم الماضي في إحدى محاضراته (اضغط هنا للمشاهدة).
شكرا لحسن تواصلكم.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
27 رجب الأصب 1435 هجرية
----------------------------------------------
السؤال :
السلام عليكم الشيخ ياسر الحبيب إلى ماذا توصلُتوم بشأن المختار الثقَفي أعلم أن السُال مكرر عليكم كثيراً ولاكن أرجو أن تقولو كلمتكم الفصل في هذا الموضوع ولكم جزيل الشكر
علي
---------------
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ج1: الموقف باقٍ على حاله.
شكرا لحسن التواصل.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
20 شهر رمضان المبارك 1436 هجرية