الشيخ الحبيب في الاحتفال بعيد الغدير 1436: أيها المسلم! إحذر أن يكون دينك ناقصا فأتممه بأشهد أن عليا ولي الله 

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

2015 / 10 / 09

إحتفاءً بمناسبة عيد الله الأكبر - عيد الغدير الأغر - أقامت هيئة خدام المهدي (عليه السلام) في لندن حفلها السنوي العام حضره سماحة الشيخ الحبيب وسماحة السيد أحمد الموسوي وجمع من الشعراء والرواديد والمؤمنين الكرام.

وبهذه المناسبة ألقى سماحة الشيخ الحبيب كلمة سلط فيها الضوء على نداء النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في وجوب موالاة علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في يوم الغدير وبيّن جزءً - فيما وسعه الوقت - من ذلك الحديث ودلالته ومحاولة أعلام أهل الخلاف صرفه عن معناه، مردفا ذلك ببيان وجه التضعيف المزعوم في سند بعض طرق الحديث والرد عليه وذكر فضل يوم الغدير كما جاء في تلك الروايات.

مما جاء في كلمة الشيخ: ”نداء نوجهه لكل المسلمين لقبول نداء النبي (صلى الله عليه وآله) حينما رفع بيده يد أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال من كنت فهذا علي مولاه. ماذا قال النبي (صلى الله عليه وآله) في ذلك اليوم؟ نروي ما أخرجه أبو نعيم في كتابه ”حلية الأولياء“ - وأبو نعيم من علماء المخالفين الأجلاء - حيث ذكر الذهبي في كتابه ”تذكرة الحفاظ“ في أبي نعيم ما قوله: قال أبو محمد السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين؛ أبو نعيم الأصبهاني وأبو حازم“.

ثم ذكر الشيخ الحديث الذي أخرجه أبو نعيم في كتابه ”حلية الأولياء“ عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا الناس إلى علي (عليه السلام) في غدير خم وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فقم وذلك يوم الخميس فدعا عليا فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية «اليوم أكملت لكم دينكم...». فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي من بعدي، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وكذلك أخرجه الحاكم الحسكاني.

فعلق الشيخ قائلا: ”فمن يرفض ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنه يرفض رسالة النبي (صلى الله عليه وآله). يحاول المخالفون أن يفرّوا من هذا الحديث عبر اللعب بلعبة الأسناد، ومنهم محدثهم وإمامهم ناصر الدين الألباني. فمن أسانيد هذا الحديث هو ما جاء عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله: «اليوم أكملت لكم دينكم...» ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهرا، وهو أول يوم نزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة“.

ثم ذكر الشيخ قول الألباني في الحديث السابق في سلسلة الأحاديث الضعيفة أنه أخرجه الخطيب البغدادي وهو - الحديث - ضعيف لضعف شهر ومطر. فرد الشيخ عليه بالقول: ”شهر بن حوشب الأشعري الحمصي الشامي هذا وثقه أحمد (إمام الحنابلة وصاحب المذهب) وابن معين وأبو زرعة ويعقوب بن شيبة. وفي تهذيب التهذيب للعسقلاني: وقال عثمان الدارمي بلغني أن أحمد كان يثني على شهر، وقال الترمذي عن البخاري: شهر حسن الحديث وقوى أمره وقال يعقوب بن سفيان وإن قال ابن عون. قال ابن عمار: روى عنه الناس (أصحاب الحديث) وما أعلم أحدا قال فيه غير شعبة قيل لشعبة يكون حديثه حجة قال لا“.

وعلق الشيخ أننا نفهم من هذا أن ما غُمز به ما كان ذا شأن فغاية ما قالوا فيه أنه ترك حديثه فما طعنوا بصدقه ولا وثاقته في نفسه ولا رموه بالبدعة أو الكذب أو الفسق أو نحو ذلك، وتضيعفه ناشئ من شخص واحد وعند الأجلة كل هؤلاء وثقوه وأخرجوا حديثه.

ثم تساءل سماحته: ”وفي تهذيب الكمال: روى له البخاري في الأدب ومسلم في الصحيح مقرونا بغيره والباقون. والألباني يقول بوثاقة رجال البخاري ومسلم فكيف يضعفه هنا؟!“.

وبيّن الشيخ حال الراوي الثاني الذي ضعفه الألباني وهو مطر بن طهمان الوراق البصري الخراساني، حيث قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب: (يذكر اسمه) صدوق كثير الخطأ وحديثه عن عطاء ضعيف، وقالوا عنه: صالح وروايته عن أنس مرسلة لم يسمع منه، فعلق الشيخ: ”إذاً التضعيف في طريقه عن عطاء وروايته عن أنس“.

ثم استطرد سماحته: ”قالوا عنه: ومنهم العالم المشفاق، والعامل المنفاق، أبو رجاء مطر الوراق. وقالوا عنه: ما رأيت مثل مطر في زهده. وقالوا عنه: ليس به بأس ولا نعلم أحد ترك حديثه. فهذه أقوال علماء الجرح والتعديل، فلِمَ ترد الرواية التي فيها هذان الراويان وهما ممن أخرج لهما البخاري ومسلم وأثنوا عليهما؟! ذلك لأن الرواية متعلقة بأهل البيت عليهم السلام فمتى ما أرادوا ضعفوها! ومتى ما أعجبتهم الرواية صححوها!“

ووجه الشيخ نداءه إلى المسلمين قائلا: ”لِمَ أيها المسلم تكون ضحية هؤلاء الخداعون الذين يصدونكم عن الحق؟!“

ثم أخرج الشيخ الرواية كما جاءت في السيرة الحلبية لبرهان الدين الحلبي الشافعي ووقف عند تعليق للمذكور عليها، فالرواية كما جاءت: ”ولما شاع قوله صلى الله عليه وسلم ”من كنت مولاه فعليّ مولاه“ في سائر الأمصار وطار في جميع الأقطار، بلغ الحارث بن النعمان الفهري، فقدم المدينة فأناخ راحلته عند باب المسجد، فدخل والنبي صلى الله عليه وسلم جالس وحوله أصحابه، فجاء حتى جثا بين يديه، ثم قال: يا محمد إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا ذلك منك، وإنك أمرتنا أن نصلي في اليوم والليلة خمس صلوات ونصوم شهر رمضان ونزكي أموالنا ونحج البيت فقبلنا ذلك منك، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته، وقلت: من كنت مولاه، فعلى مولاه، فهذا شيء من الله أو منك؟ فاحمرت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: والله الذي لا إله إلا هو إنه من الله وليس مني، قالها ثلاثا، فقام الحارث وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، وفي رواية «اللهم إن كان ما يقول محمد حقا «فَأَمطِر عَليْنا حِجارةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ، فوالله ما بلغ باب المسجد حتى رماه الله بحجر من السماء فوقع على رأسه فخرج من دبره فمات، وأنزل الله تعالى سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ الآية، وكان ذلك اليوم الثامن عشر من ذي الحجة» وقد اتخذت الروافض هذا اليوم عيدا فكانت تضرب فيه الطبول ببغداد في حدود الأربعمائة في دولة بني بويه. وما جاء: من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا. قال بعضهم قال الحافظ الذهبي هذا حديث منكر جدا أي بل كذب. فقد ثبت في الصحيح ما معناه: «أن صيام شهر رمضان بعشرة أشهر» فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهرا هذا باطل“.

فعلق الشيخ بقوله أن أهل الخلاف يردّون فضل صيام ذكرى اليوم الذي أنزلت فيه الرسالة ويوم الغدير لأنه حجة عليهم وإلا رُوي المقطع الثاني - وهو فضل صيام اليوم الذي أنزلت فيه الرسالة وثوابه كصيام ستين شهرا - فلم يردّوه ولم يضعّفوا الرواية وهي نفسها التي رواها أبو هريرة!

فأكمل الشيخ قائلا: ”فلماذا يحاول علماء أهل الخلاف أن يُعْموا هذا الأمر عن الأمة ويستمرون في الخداع والكذب على هذه الأمة المنكوبة؟! الجواب: أن علماء أهل الخلاف هم ورثة أولئك الحكام السياسيين المزيفين الذي حكموا منذ أحداث السقيفة، فهذه المذاهب المبتدعة صنيعة أولئك الحكام، فقال البعض أن آية الولاية نزلت في حجة الوداع، نقول: قد يتكرر نزول الآيات كما قرر ذلك حتى علماء أهل الخلاف أنفسهم، لِمَ يُرد جزء من الرواية التي تبين ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ويُقبل الجزء الآخر؟!“.

وختم الشيخ كلمته بقوله: ”أيها المسلم! احذر أن يكون دينك ناقصا فأتممه بـ "أشهد أن عليا ولي الله" وهو ما قاله الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله“.




شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp