2015 / 10 / 14
شهد البث المباشر مع الشيخ الحبيب في شهر رمضان المبارك لسنة 1436 هجرية، خمسة عشر اتصالا لإعلان التشيّع، جائت من تسع دول حول العالم، كان مجموع من أعلنوا تشيّعهم بها 35 شخصا، بينهم ثمان نساء، إلى جانب 27 رجلا من المؤمنين، عشرون منهم كانوا من جمهورية ”مالي“ الواقعة بغرب أفريقيا، مما عد رقما قياسيا لأكبر إعلان تشيّع جماعي في اتصال واحد شهدته القناة منذ انطلاقتها.
الأخ ”عابد“ من الأردن كان أول المتصلين، في يوم الجمعة الموافق لأول أيام الشهر الفضيل، مختصرا سبب تشيّعه بأنه كان متابعا لسلسلة محاضرات ”الملفات الإبليسية“ للشيخ ياسر الحبيب، بالسنة الفائتة، وأنه من أيامها صار يردد الشهادة عدة مرات مع كل إعلان تشيّع في البرنامج.
وشدد الأخ عابد بأنه تابع أيضا برامج السيّد أحمد الموسوي على قناة فدك، فأحب أن يبدي سخطه الشديد على الوهابية السلفية في الأردن والجزيرة العربية بإعلان تشيّعه، بسبب وضوح الأمر لديه بأنهم حَملة الإسلام المزيّف ومسيرهم يأتي في طريق خدمة الصهاينة، مؤكدا بأنهم أخوان الصهاينة، لا أبناء عمومتهم فقط، إذ أن الوهابية يشكلون الدرع الحصين للصهاينة بعملهم الدؤوب في تمزيق هذه الأمة وسفك الدماء فيها، كما يتبيّن ذلك في العراق وسوريا واليمن والبحرين، من وجهة نظره، قبل أن يضيف الأخ الكريم بأنه أول المتشيّعين في عائلته، ويطلب من الشيخ تلقينه شهادة الإسلام الحق ليرددها جهراً على الهواء مباشرة.
وفي مساء السبت، ثاني أيام الشهر الفضيل، جاء اتصال الأخ ”علي الحداد“، وهو أندونيسي من أصل يمني، يقيم في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، كما شاء أن يعرّف نفسه.
وبسؤاله عن رحلة بحثه التي قادته للهداية، أفاد الأخ علي: ”أنا بالأصل أرجع إلى مدينة حضرموت في اليمن، لكني وُلِدت في أندونيسيا، فكنت صوفياً منذ بدء نشأتي، قبل أن انتقل إلى ”السعودية“ وعمري خمس سنوات، فتعلمت هناك وعملت ثم رجعت إلى إندونيسيا وأنا على العقيدة الأشعرية، وحيث أني كنت متاثرا بموضوع التوحيد وتنزيه النبي (صلى الله عليه وآله) بعدما تعلمتها، ضايقتني مسألة القول بسهو النبي، وإمكانية رؤية الله (عز وجل) يوم القيامة في العقيدة البكرية، فتكوّن إشكال بيني وبين نفسي، إلا أني لاحقا أصبحت معتقدا بهذا الكفر وجازما بصحته، بنسبة مئة بالمئة!“.
وأضاف الأخ الكريم: ”إلى أن جاء يوم وفتحت اليوتيوب، ودون قصد، اكتشفت الشيخ ياسر الحبيب ووجدته يلعن، فتجاوزت عليه، واغلقت صفحة الموقع وهجرت الدخول عليه لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، لكني عدت بعد ذلك ودخلت على سلسلة محاضرات ”كيف زُيّف الإسلام؟!“ للشيخ الحبيب، وبعد متابعتي لحلقة وحلقتين وثلاث صرت أتابع محاضرات الشيخ الحبيب الأخرى، فكان مما تابعته سلسلة محاضرات ”الملفات الإبليسية“ و”الليالي المحمدية“ و”الليالي الحسينية“، وبحمد الله تغيّرت قناعتي إلى أن الله لا يمكن رؤيته لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأن سيّدنا محمد (صلى الله عليه وآله) لا يسهو ولا يتساهى ولا ينسى ولا يتناسى، واسمحوا لي أن أتكلم باللغة الإندونيسية لأشير إلى هذه النقطة المهمة بالذات لمن يسمعني من أهل هذه اللغة“.
وتابع الأخ علي حديثه قائلا: ”رأيت الشيخ الحبيب في المنام عدة مرات، بعدما طلبت من ربي أن يريني الحق حقا ويرزقني اتباعه، وقرأت الفاتحة للشيخ بعدما رأيت في المنام أشياءا عجيبة وغريبة، كان أبرزها رؤيتي لأبي بكر وعائشة لعنهما الله وما فعلوه برجل كبير، فكان معنى الرؤيا واضحا جدا، حتى أني في أحد المنامات وجدت نفسي جالسا في مكان وأسأل من أراهم: أين أجد محاضرات الشيخ ياسر الحبيب؟ حتى التقيت بولد صغير فسألته عن ذلك، فأجابني بأن الشيخ ياسر من الصعب مقابلته، فهو في لندن ويتنقل من مكان إلى مكان، وفي نهاية المنام أتذكر بأني قد التقيت بالشيخ وسلّمت عليه باليد، فقرأ الشيخ على قلبي وقال: إن شاء الله العافية" فعقّب الشيخ الحبيب على كلام المتصل الكريم: الله يجعلك مطمئن القلب في الدنيا والآخرة إن شاء الله، قبل أن يلقنه الشيخ الشهادة“.
وفي نفس الليلة أيضا، مساء السبت الموافق للثاني من شهر رمضان، جاء اتصال الأخ ”سعيد“ من بغداد، ليتحف المشاهدين بذكر رحلته للهداية قبل تلقينه الشهادة، حيث أفاد قائلا: "كنت بكريّا على المذهب الحنبلي، أسكن في أطراف بغداد، وأنا لست بذلك الشخص المثقف ولا المتعلم، لكني بسبب آية في القرآن وهي تحديدا الآية التي تقول: «الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ» سورة الزمر الآية 18، ارتسم في ذهني العمل بها وأنا في أحد مساجد البكرية، حيث كان هناك شيخ وجدته يقرأ الحديث النبوي: ”أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب“ (الجامع الصغير للسيوطي - الجزء 1 - الصفحة 415)، ويشير القائل بأن هذا حديث صحيح! فقلت في نفسي: إن هذا الحديث واضح المعنى، ولا يحتاج أن نتعلم حتى نفهم مضمونه، فهو صريح بوجوب الولاية لأمير المؤمنين عليه السلام، ولكني قررت أن أسأل الشيعة عنه فلم يجيبوني بما يفيد“.
وتابع الأخ سعيد: ”ثم أني سمعت سلسلة ”كيف زيف الإسلام؟!“ للشيخ ياسر الحبيب، ففهمت معنى الإسلام الصحيح، إذ تعرفت على أولئك الذين يُسمّون الصحابة وعرفت نور أهل البيت عليهم السلام، ووقفت على آية أخرى تقول: «قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» وعرفت بأنها ترجعنا لأخذ تعاليمنا من أهل البيت لا من أبي هريرة (لعنة الله عليه)، حتى أني في شهر رمضان الفائت وقفت على آية ثالثة تقول: «وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ» فأردت أن أصوم الصيام الصحيح، إذ عرفت بأني ارتكبت جرما كبيرا حيث أصوم وأفطر عند غروب الشمس، خلافا للقرآن، وهذا كله قبل أن أعرف عن الشيعة شيء، وأكرر بأن الشيعة هنا لم يفيدوني بشيء لعل ذلك راجع لالتزامهم التقيّة لما هي الأوضاع في البلد، لكن الشيخ ياسر كفانا بحديثه عن كل ما عندي من تساؤلات، وكم أتألم بأنه إذا جئت بذكر الشيخ ياسر عندنا ردّوا عليّ بأنه سبب شيوع القتل في العراق! حيث يصل الفكر إلى هذا المستوى من التسطيح مع اتضاح أنه لا ربط للشيخ لا من بعيد ولا من قريب بهذه الأحداث، التي يقع فيها أيضا أؤلئك الذين يموتون وهم لا يعرفون إمام زمانهم، فيموتون ميتة جاهلية، وعلى رغم هذا أحب ان أؤكد على احترامي للشيخ وطلبي لإعلان تشيّعي على قناته“.
وفي يوم الأربعاء، الموافق للسادس من الشهر الفضيلن جاء اتصال الأخت أم محمد من العاصمة المصرية القاهرة، لتعلن تشيّعها وتفيد قبل ذلك قائلة: ”كنت شيعية ولكني بلا براءة، وقد عرفت البراءة من (أعداء أهل البيت) لعنهم الله من خلال الشيخ الحبيب، فأسال الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، واعترف بأنني كنت ممن يصد الناس عن الاستماع للشيخ بسبب تعلّقي شيئا ما بمن كان يلعنهم، فأسأل من الشيخ براءة الذمة“.
وفي يوم الثلاثاء، الموافق للثاني عشر من الشهر الفضيل، جاء اعلان الأخت فتيحة من الجزائر لتشيّعها، بعدما سبقت طلبها بسؤالين للبرنامج، أفادت بعدهما قائلة: ”أنا كنت بكرية، أطالع وأدرس منذ 20 سنة كتب البخاري ومسلم، فلما وجدت هذه القناة تابعت الشيخ ياسر الحبيب (أكرمه الله وجازاه عنا خير الجزاء) ففهمت الموضوع، وهو أن الدين الذي كنت فيه هو المسار الخاطئ، وأن التشيّع هو المسار الحق، وخاصة التشيّع الرافضي، حيث شدت انتباهي تلك الإساءة الموجّهة لفاطمة الزهراء (عليها السلام) من أبي بكر وعمر، والتي لم أكن أعلم بها ولم اقرأها بوضوح في هذه الكتب، أمّا الآن فنحن نشاهد قناة فدك حتى الصباح“.
وفي نفس الليلة، مساء الثلاثاء الموافق للثاني عشر من الشهر الفضيل، جاء اتصال الأخت ”أم المؤمنين“ من موريتانيا، لتعلن تشيّها على يد الشيخ الحبيب، وتتحدث قائلة: ”كنت بكرية على المذهب المالكي، لكن بعدما رأيت الحال الذي يذهب إليه من يسمّون (المسلمين من أهل السُنة) في ذبح أخوتهم المسلمين.. عرفتُ أن هذا المذهب لا يصلح لشيء ولا يوافق كتاب الله أصلا، والحمد لله بعدما سمعت محاضرات الشيخ، التي تحطم السقيفة على رأس أهلها، عرفت أن ما يقوله هو هو الحق الموافق للقرآن، واقول للشيخ: يا شيخ لقد أفرحت وأحييت قلوبنا“.
وتلا هذين الاتصالين، في اليوم التالي الموافق للأربعاء الثالث عشر من الشهر الفضيل، اتصال الأخ ”أبو علي“ من الجزائر، والذي أفاد قبل إعلان تشيّعه، بانه كان بكرياً على المذهب المالكي، وأن النقطة الركيزة في تشيّعه كانت شكه في سبب تكثّر روايات أبي هريرة، الذي عاصر النبي (صلى الله عليه وآله) لسنتين، بينما تزيد رواياته عن مثل علي بن أبي طالب الذي عاصر النبي لثلاثين عاما.
أما في يوم الخميس، الموافق للرابع عشر من الشهر الفضيل، فقد جاء اتصال الأخت ”سولاف“ من الأردن، والتي أفادت بأنها عراقية بكرية كانت على المذهب الحنفي عند زواجها من رجل شيعي، وأن السبب في تشيّعها كان متابعة قناة صوت العترة ومحاضرات الشيخ الحبيب على الانترنت برفقة زوجها، مؤكدة بأنها اكتشفت الكثير من الأمور التي كانت مغيّبة عنها، واتضح عندها وجود الكثير من الوقائع المزيّفة، ما قادها بالتالي إلى التشيّع بينها وبين نفسها إلى أن قررت أن تعلن تشيّعها على الملأ العام، وتقدّم شكرها الجزيل للشيخ الحبيب.
وفي مفاجئة سارة من العيار الثقيل، جاءت بيوم الأحد الموافق للسابع عشر من الشهر الفضيل، اتصل الأخ ”محمد الأمين“ من جمهورية مالي، والذي كان قد أعلن تشيّعه على القناة في 26 رجب 1436 هجرية، ليقدّم عشرين شخصاً كان قد هداهم بفضل توفيق الله تعالى إلى ولاية أهل البيت الطاهرين عليهم السلام، والبراءة من أعدائهم عليهم اللعنة، متفضلا بذكر أسماؤهم جميعا في بداية المكالمة، مشيرا بأنهم لا يجيدون العربية لأنهم طلاب في مدارس اللغة الفرنسية، كان ما أقنعهم وشدّهم إلى التشيّع هو تفوّق شخصه الكريم في النقاش والحجة خلال مناظرة له مع أحد أساتذة المدرسة، حيث ثبت أمامهم بطلان عقائد البكرية ففهموا أن الطريق الوحيد لمعرفة تاريخ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هو الأخذ عن الإمام أمير المؤمنين وابناءه المعصومين (صلوات الله عليهم) المنصوص عليهم في القرآن والسنّة.
ثم أضاف الأخ محمد الأمين، بعد طلب تلقين الشيخ الحبيب لهم لشهادة التشيّع بشكل جماعي، بأنه يعتزم إقامة دورة تعليمية لهم، حتى يدرّسهم فيها معتقدات وفقه أهل البيت (عليهم السلام)، فتأهيلهم بذلك ليكونوا لبنة أساسية لنشر التشيّع في مالي، سائلا الحصول على دعم خاص لمشروع هذه الدعوة التي سيبدأها بأسرع وقت ممكن، ممن يطلب الحصول على أجر الخير والإحسان.
ومن محافظة أسيوط في مصر، جاء في مساء السبت الموافق للثالث والعشرين من الشهر الفضيل، اتصال الأخ أبو أحمد، والذي تفضل بسرد قصة هدايته إلى التشيّع، مرجعا الفضل فيها لمحاضرات الشيخ الحبيب، التي عبّر عنها بالعظيمة، لأنها تسببت في اكتشافه لوجود عملية تزوير فظيعة للتاريخ، مرددا باللهجة المصرية ”ضحكوا علينا بيها أولاد الحرام“، قبل أن يستدرك بأن الناس في مصر بدأت تتساءل عن سبب كل هذا الهجوم من قِبل أولئك المتصدرين للمشهد والافتاء الديني وركوب المنابر ضد الشيخ حسن شحاته الذي لم يفعل شيئا سوى قيامه بالتعبير عن آراءه ومعتقداته.
وأضاف الأخ أبو أحمد: ”نحن منذ أن سمعنا أقوال الإمام علي والأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم) في أمر أولاد الطلقاء عرفنا حقيقة التاريخ، ولكثرة قرائتي كتبت بعض الأبيات الشعرية التي أصف فيها ما لقيت من فظائع استوقفتني من تاريخ عمر وتاريخ أبو بكر وتاريخ عمرو بن العاص ومعاوية وغيرهم ممن خالفوا القرآن، عليهم لعنة الله وعذابه لما فعلوه بأهل البيت عليهم السلام“ قبل أن يقطع الخط بسبب عدم تمالك نفسه من البكاء، ويعود الأخ الكريم للاتصال مرة أخرى فيلّقنه الشيخ الحبيب شهادة الإسلام الرافضي الأصيل.
وفي مساء الثلاثاء، الموافق للسادس والعشرين من الشهر الفضيل، جاء اتصال الأخ ”أبو عمر“، الذي أفاد بأنه سوري مقيم في جنوب لبنان، ليتحدّث إجمالا عن نفسه، ملخّصا أسباب هدايته إلى الدين الحق، قائلا: ”منذ سنة تقريبا وأنا أتابع قناة صوت العترة، حيث أني حينما وجدتها أعجبت كثيرا بالشيخ ياسر الحبيب، وأنا باختصار شخص كان بكريّاً حنفيّاً إلى حد بلوغه السابعة والثلاثين من العمر، كان يعيش في سوريا قبل أن ينتقل إلى لبنان، فيشدّ انتباهه في هذا البلد سماعه لأسماء الأئمة الأثناعشر من أهل البيت عليهم السلام، الذين لم يكن قد سمع باسماؤهم كاملة في حياته، حيث اعتادت الأسماع في بيئته على سماع أسماء كل من السيّدة فاطمة الزهراء والإمام علي والحسن والحسين على أنهم أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقط، دون معرفة بمن يليهم“.
وتابع قائلا: ”إلا أني هنا - في جنوب لبنان - عرفت الأئمة الإثنا عشر وحفظت أسماؤهم، ووقفت على كيفية وأسباب قتلهم من قِبل الظالمين، وهنا أيضا قرأت كتاب نهج البلاغة ولخّصته، وكذلك قرأت كتاب شرح نهج البلاغة، ولم أترك كتابا يصل إلى يدي إلا قرأته، ولهذا تشيّعيت، أما القناة فقد أعطاني ترددها أحد الاصدقاء وقال لي: (هذه القناة تستفيد منها كثيرا، اسمها صوت العترة، ويظهر بها الشيخ ياسر الحبيب)، وعندما رأيتها بدأت بمتابعة الشيخ درس درس وحلقة حلقة، إلى أن وجدته يتحدث ذات يوم - بإحدى محاضراته - عن البخاري ومن تخرجوا من بلاد ما وراء النهر، فسجلت المحاضرة بالهاتف المحمول وكتبتها في دفتر عندي ألّخص فيه كل ما ينفعني، واتذكر أني قضيت يومها ساعة ونصف أو ساعتين تقريبا وأنا أكتب كل ما قاله الشيخ، بما في ذلك الفتاوى الخاصة بالشيعة، فتغيّرت عقيدتي كلها، والآن حتى أبني الصغير وعمره أربع سنوات يحب الشيخ الحبيب ويجله كثيرا، وهو يصلي على آل محمد ويلعن أعداءهم ويعرفهم جميعا، أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة، لا يترك أحداً منهم إلا ويلعنه، وللأسف عندي ولد عمره 11 عاما، كنت قد سمّيته عُمر حين كنت لا أعرف شيئا عن عُمر، كنت اعتقد بأن عُمر شيء إلا أنه ظهر لي تاليا بأنه ليس بشيء، لا هو ولا أبو أبوبكر، لعنهما الله على ما اقترفوه بحق الزهراء من اعتدائهم على بيتها واحراقهم له وكسرهم لضلعها وإسقاطهم لجنينها، أنا الآن أعرف كل جرائمهم التي طالت حتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي اتهموه بالهذيان، ولا سبيل إلى أن أترك اللب وأتمسك بالقشور، وكم أنا سعيد اليوم بأني إذا سأموت.. أموت وأنا عارف لإمام زماني، لا أني إذا أموت أكون قد مت ميتة أهل الجاهلية، كما مات أبا بكر، أنا أتمنى الآن أن يصل التشيّع إلى كل العالم، وأن تترك الناس تقديس من يسمّوهم الصحابة، والذين اسسوا لنا الجاهلية الثانية وقذفونا بها.
وفي ختام اتصاله أضاف الأخ أبو عمر: ”أنا الآن قد ألّفت كتاباً من 400 صفحة، أبيّن فيه بالتفصيل: من هم هؤلاء الصحابة؟ وماذا فعلوا بأهل البيت عليهم السلام؟، فبارك الله بكم وبقناتكم“ ليعقّب الشيخ بعد ذلك على كلامه قائلا: ”أنا عندي شخص واحد مثل (أبو عمر) هذا، يساوي مليون شخص من جماعة خامنئي وغيره من البترية الخبثاء“.
ومن المحلة الكبرى في مصر، جاء في نفس الليلة بعد مكالمة الأخ السوري من لبنان، اتصال الأخ ”أبو مريم“، الذي أفاد قبل طلب تلقينه شهادة التشيّع بأنه بفضل من الله يعيش بين أفراد أسرة متديّنة، وأنه قد قرأ كتبا كثيرة منذ زمن طويل جعلته يبقى على معرفة واسعة، إلا أنه تأمل في الفترة الأخيرة في وجود تناقض في العقائد الإسلامية، حيث يقول القرآن أن الله لا تدركه الأبصار، بينما تقول الفرقة البكرية أن الله يضع رجله في جهنم فتقول قط قط حتى تمتلأ! وأنه (عز وجل) سيكشف عن ساقه للناس يوم القيامة وسيسألونه: هل أنت ربنا فعلاً؟! معقبا بأنه وجد التوحيد بهذه الصورة غير سليم، إلى أن شاهد شيخا رافضيا على إحدى القنوات الشيعية التي تبث من الولايات المتحدة، وهو ينقد هذه العقائد فتنبه على إثر ذلك، وبدأ يلتفت للقنوات الشيعية الأخرى وخاصة الشيرازية منها، مستمعاً لما يبث عليها من مجالس حسينية، فوضّحت له وجود أكاذيب وأساطير كثيرة قد نسجت في الكتب.
قبل أن يردف قائلا: ”عندها بدأت أتحرك بالتماس حديث الغدير وحديث الثقلين، وصببت فيهما تركيزي للوصول إلى الحقيقة، حيث قلت: إما أن الحديثان صحيحان مئة بالمئة ويعني أننا نحن على خطأ مئة بالمئة، وإما العكس، فتبيّنت لي فيما بعد مظلومية السيّدة الزهراء عليها السلام، التي فضحت أبا بكر عندي فسقط تماما، ثم جاء دور الشيخ الحبيب فأسقط عائشة عندي بسبب تركيزه عليها وعلى وقاحتها في نسبة القول بنسيان النبي (صلى الله عليه وآله) للقرآن“، وأضاف الأخ أبو مريم بأن ابنته معه تريد إعلان تشيّعها أيضا، إلا أن وقت البرنامج حال دون ذلك، فختم الأخ اتصاله بسؤال الشيخ أن يتوجه بالدعاء له بالتوفيق.
وفي مساء الجمعة، الموافق للتاسع والعشرين من الشهر الفضيل، جاء اتصال الأخت عطية من الجزائر، والتي أفادت بأنها كانت تستمع للشيخ عبد الحميد المهاجر على عدد من القنوات الشيعية، فعرفت من خلالها أمورا تخص الدين بعدما كانت لا تعرف في الدين شيء، مشيرة إلى أنها بعدما عرفت الشيخ ياسر الحبيب بفضل من الله تعالى فهمت دينها جيّداً بالوقوف على حقيقة أبو بكر وعمر، وهو الأمر الذي قادها لتتشيع بينها وبين نفسها، قبل أن تقرر إعلان تشيّعها على الهواء مباشرة، افراحا لقلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ليلة عيد الفطر المبارك، سائلة من الله أن ينصر الشيخ ببركة محمد وآل محمد وهي تبدي سرورها بهذه اللحظات.
وفي نفس الليلة، ليلة عيد الفطر المبارك، جاء اتصال الأخت (مريم) من المحلة الكبرى في مصر، بناءا على طلب والدها (أبو مريم) الذي أعلن تشيّعه على القناة قبل ليلتين، لتفيد بأنها طالبة في الأزهر وتبلغ من العمر 15 عاما وقد تشيعت مع والدتها، وبدورها تقدمت (أم مريم) بطلب إعلان تشيّعها على القناة وهي تفيد بأنها تابعت زوجها في كل شيء حتى توصلا معاً إلى هذا النور بولاية عترة النبي الأطهار والبراءة من أعدائهم.
وفي الاتصال الأخير لإعلان التشيع، في مساء آخر أيام شهر رمضان المبارك، تحدثت الأخت المغربية ”أم محمد“ من ألمانيا، عن رحلة تشيّعها قائلة: ”مع أني لا أتحدث العربية بشكل جيّد إلا أني أفهمها جيّداً، ولذلك كنت أتابع محاضرات المرحوم السيّد محمد رضا الشيرازي أعلى الله درجاته، وقد شدّتني إلى التشيّع، وباختصار شديد أقول لأولئك المتحركين تحت هدف ما يسمى (الوحدة الإسلامية) على هذا المنهاج الذي نراه اليوم، ما هو الهدف من إقامة الدين إذاً؟! وما فائدة إرسال الرسل إن كانت هذه الوحدة تأتي على حساب معرفة الدين الحق؟!“.
قبل أن تردف قائلة: ”هذه النصيحة أوجهها للشيعة العراقيين والإيرانيين، أقول لهم: إن كنتم لا تعتزون بهذا الدين فاتركوه لغيركم ممن يريد أن يعتز به، نحن أناس نريد أن نعرف الحقيقة، نحن متشيّعون بفضل محاضرات الشيخ الحبيب وسوف نوقف أمام الله كل عراقي أو إيراني شيعي لم يبذل جهده لايصال رسالة التشيّع إلى الآخرين، وبيان ما وقف عليه من النور، فاسهامه بذلك في حرمان الناس من هذا الدين القيّم، وتباً لهذه الوحدة التي تريدونها على حساب دماء السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام“.
وتابعت الأخت الكريمة وهي تخاطب الشيخ الحبيب: ”شيخنا أني أخاف عليك كثيرا، ولا ندري كيف كنا سنعرف ديننا لولا وجودك، لا شك كنا سنضيع حيث لا نكاد نفهم شيئا ونحن نقرأ القرآن كالبهائم، ولكن بحمد الله أحب أن أكرر بأنه رغم كوني لست قوية في التحدث باللغة العربية إلا أني قرأت كتاب (تفسير القمي)، وقد فهمت أشياءا كثيرة عن طريقه، رحمة الله عليه، ولو كنت قادرة على الحديث بالعربية أكثر لاطلت معكم الكلام حول ما لقيناه من الأذى، من هؤلاء الشيعة الذين هم على عقيدة النظام الإيراني، الذين لا يعطون صورة مثالية للتشيّع، فلولا البحث والهدى من الله تعالى لهذا الدين، لقلت أنهم ليسوا على دين الحق بفعل ما يرتبط من سلوكياتهم بالسياسة، إلا أني سعيدة بحمد الله أن عرفت بأن التشيّع بريء منهم بفضل متابعتي لمحاضراتكم، وأسالكم الدعاء لزوجي فهو مريض جدا“.
من جهته قام الشيخ الحبيب بتلقين جميع الأخوة والأخوات، المهتدين حديثا للتشيّع، أو من شاء منهم أن يجدد إعلان تشيّعه على الهواء مباشرة، بشهادة وحدانية الله وتنزيه خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله) وولاية الأئمة الأطهار باظهار الرفض والبراءة من خط أعداء الله كافة، الذين أتت بهم السقيفة الملعونة، داعياً للجميع بالتوفيق لخير الدنيا والآخرة.