هل هناك تكليف في عالم البرزخ؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام ورحمه وبركاته وبركاته يقول الشيخ السند ان هنالك تكليف في عالم البرزخ وان لا ينقطع التكليف في عالم البرزخ بل هو أشد كذلك قال الشيخ العامري ان في عالم البرزخ ينقطع العمل بشريعه والتكليف لا ينقطع بل أشد هناك في عالم البرزخ ما رأي سماحة الشيخ ياسر الحبيب بالأمر


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بمراجعة الشيخ،

ما من دليل تام الدلالة على هذا المدعى، بل الدليل على خلافه كقوله عليه السلام: «فإن اليوم عمل ولا حساب، والآخرة حساب ولا عمل» (أمالي المفيد ص325).

لا يقال: ذاك في الآخرة لا البرزخ. إذ يقال: معلومٌ أن البرزخ أول منزل من منازلها لقوله عليه السلام: «القبر أول منزل من منازل الآخرة» (البحار ج82 ص173).

ولا يقال: نفي وجود العمل إنما هو بالشريعة. إذ يقال: هو تحكم، وإطلاق لفظ العمل كافٍ لنفي التكليف؛ ضرورة تلازمهما.

بيد أن قولنا بنفي التكليف في الآخرة لا يعني نفي ما كان منه على سبيل المنِّ أو على سبيل الاحتجاج.

مثال الأول؛ ما ورد عنه عليه السلام من قوله: «مَن مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن؛ عُلِّمَ في قبره، ليرفع الله به من درجته فإن درجات الجنة على قدر آيات القرآن، يقال له: اقرأ وارْقَ، فيقرأ ثم يرقى» (الكافي ج2 ص606). وهذا ليس من التكليف، بل من المنِّ الذي ترتفع به الدرجات. قال المفيد عليه الرحمة: «إن أهل الآخرة صنفان؛ فصنف منهم في الجنة، وهم فيها مأمورون بما يؤثَرون ويخفُّ على طباعهم ويميلون إليه ولا يثقل عليهم، من شكر المنعم سبحانه وتعظيمه وحمده على تفضُّلِهِ عليهم وإحسانه إليهم، وما أشبه ذلك من الأفعال. وليس الأمر لهم بما وصفناه إذا كانت الحال فيه ما ذكرناه تكليفًا؛ لأن التكليف إنما هو إلزام ما يثقل على الطباع وتلحق بفعله المشاق» (أوائل المقالات ص68).

ومثال الآخر؛ ما ورد عنه عليه السلام من قوله: «إذا كان يوم القيامة؛ احتجَّ الله عز وجل على خمسة: على الطفل، والذي مات بين النبيين، والذي أدرك النبي وهو لا يعقل، والأبله والمجنون الذي لا يعقل، والأصم والأبكم، فكل واحد منهم يحتجُّ على الله عز  جل، قال: فيبعث الله إليهم رسولا، فيؤجِّجُ لهم نارا، فيقول لهم: ربكم يأمركم أن تثبوا فيها، فمن وثب فيها كانت عليه بردا وسلاما، ومن عصى سيق إلى النار» (البحار ج5 ص289).

وعلى أية حال فإن هذين الضربين لا يفيان بمدعى وجود التكليف على إطلاقه في البرزخ والآخرة، فضلا عن مدعى كونه أشد.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

25 جمادى الآخرة 1446 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp