هل أسماء سور القرآن منزَّلة من الله كآياتها؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم .. هل أسماء السور من القرآن الكريم هي أسماء منزلة كآياتها ؟ أم هي تسميات مشهورة بين المسلمين ؟ نلاحظ أن بعض السور تشتمل على عدد من المواضيع لا تنسجم مع عنوان السورة ذاتها ؟ فما هي الحكمة أو القاعدة المتبعة في تسمية السور في القرآن الكريم ؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى شهادة السيد محمد سبع الدجيل عليه السلام، ولعنة الله على أعدائه أجمعين.

بمراجعة الشيخ،

الذي نذهب إليه أن لكل سورة اسما من الله تعالى، وأن كثيرا من أسماء السور الجارية على ألسن الناس إنما هي توقيفية، بملاك استعمالها على لسان الأئمة من أهل البيت صلوات الله عليهم، كما ورد مثلا عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: «من قرأ سورة البقرة وآل عمران جاءتا يوم القيامة تُظلّانه على رأسه مثل الغمامتين أو مثل الغيابتين» (تفسير العياشي ج1 ص161).

وبعض أسماء السور الجارية على ألسن الناس إنما كانت من إنشائهم وما تعارفوا عليه، كسورة الإسراء، فإنها عند أهل البيت عليهم السلام تسمى بسورة بني إسرائيل، كما ورد عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: «من قرأ سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم عليه السلام ويكون من أصحابه» (المصدر نفسه ج1 ص276).

وبعض السور لها أكثر من اسم شرعي، كسورة (قل هو الله أحد) فإنها تسمى بسورة التوحيد وسورة الإخلاص، وكلاهما واردان على لسان الأئمة الميامين صلوات الله عليهم أجمعين.

وأما عن اشتمال السورة على مواضيع لا يستوعبها الاسم، فإذا ثبت أن الاسم شرعي لا من إنشاء الناس؛ فإن ذلك قد يكون للعلامة البارزة التي تتضمنها السورة فلا تُغفل ولا تُنسى، كتسمية سورة البقرة بهذا الاسم مع أن السورة تشتمل على مواضيع شتى جليلة عظيمة.

ولا نعرف حكمة أو قاعدة متبعة في تسمية السور ما لم تردنا عن آل محمد صلوات الله عليهم، فإن القول منا في جميع الأشياء قولهم، وليس لنا أن نتقوَّل. غير أنّا نؤمن بأن وراء التسميات حكمة لا محالة، فننتظر ظهور إمامنا - صلوات الله عليه - ليكشف لنا عنها.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

29 جمادى الآخرة 1446 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp