بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبارك لكم ذكرى ميلاد الإمام الباقر والهادي عليهما السلام، وكل عام وأنتم بخير.

لم ترد في مصادرنا، ولا عبرة بما يرويه أهل الخلاف.

أما نفي عثمان الخميس لوجود نبيٍ اسمه دانيال فهذا ينبيك عن مدى جهل هذا الناصبي بما في كتبه!

فهذا شيخ إسلامهم ابن تيمية الحراني يستشهد ببشارات النبي دانيال عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وآله في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، حيث ذكر ثلاثة بشارات لدانيال عليه السلام، بل ويتبع اسمه بالسلام عليه، في دلالة واضحة على أنه يعتقد بنبوته صلوات الله عليه. حيث قال:

فَصْلٌ: بِشَارَتَانِ مِنْ دَانْيَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
وَقَالَ: دَانْيَالُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَذَكَرَ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاسْمِهِ، فَقَالَ: "سَتَنْزِعُ فِي قَسِيِّكَ إِغْرَاقًا، وَتَرْتَوِي السِّهَامُ بِأَمْرِكَ يَا مُحَمَّدُ ارْتِوَاءً“ ..إلخ (الجزء5 ص275)

أما عن دعواه أن قصة العثور على القبر في عهد عمر بن الخطاب لعنه الله لا تصح، فهو جهل آخر من ابن أبيه، فهذا ابن تيمية - أيضا - يستشهد بالقصة نفسها في كتابه مجموع الفتاوى بقوله: (لَمَّا ظَهَرَ قَبْرُ دَانْيَالَ بتستر كَتَبَ فِيهِ أَبُو مُوسَى إلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَكَتَبَ إلَيْهِ عُمَرُ إذَا كَانَ بِالنَّهَارِ فَاحْفِرْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ قَبْرًا ثُمَّ ادْفِنْهُ بِاللَّيْلِ فِي وَاحِدٍ مِنْهَا وَعَفِّرْ قَبْرَهُ لِئَلَّا يَفْتَتِنَ بِهِ النَّاسُ). (الجزء 15 ص154)

بل ونص علماؤهم على صحة هذا الأثر كما في مصنف ابن أبي شيبة بسنده: حدثنا شاذان قال: حدثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن أنس أنهم لما فتحوا تستر قال: وجدنا رجلا أنفه ذراع في التابوت، كانوا يستظهرون ويستمطرون به، فكتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب عمر: إن هذا نبي من الأنبياء والنار لا تأكل الأنبياء، والأرض لا تأكل الأنبياء، فكتب إليه أن انظر أنت ورجل من أصحابك -يعني أصحاب أبي موسى- فادفنوه في مكان لا يعلمه أحد غيركما، قال: فذهبت أنا وأبو موسى فدفناه. (صحيح - ج19 ص62 تحقيق الشثري)

وقد نص ابن كثير في البداية والنهاية على صحته بعد ذكره للأثر الذي ينتهي سنده إلى أبي العالية وفيه: ”مَنْ كُنْتُمْ تَظُنُّونَ الرَّجُلَ؟ قَالَ: رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ دَانْيَالُ. قُلْتُ: مُنْذُ كَمْ وَجَدْتُمُوهُ قَدْ مَاتَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ“، قال ابن كثير: وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى أَبِي الْعَالِيَةِ… وقال:  وقد روي بإسناد صحيح إلى أبي العالية أن طول أنفه شبر. وعن أنس بن مالك بإسناد جيد، أن طول أنفه ذراع. فيحتمل على هذا أن يكون رجلا من الأنبياء الأقدمين قبل هذه المدد. والله أعلم. (الجزء 2 ص376)

وعلى هذا يتبين لكم جهل هذا الأنوك حتى بما هو مروي في كتبه وأقوال كهنته!

أما نحن فنعتقد أن دانيال عليه السلام نبي من أنبياء الله تبعا لأئمتنا عليهم السلام كما في حديث أمير المؤمنين عليه السلام وتفريقه بين الشهود قال: (الله أكبر، أنا أول من فرق بين الشاهدين إلا دانيال النبي). (الكافي الشريف ج7 ص426)

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

1 رجب الأصب 1446 هجرية

شارك الإجابة على