السلام عليكم قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله): لا يدخل الجنة مدمن الخمر، ولا سكير، ولا عاق، ولا شديد السواد، ولا الديوث، ولا القلاع وهو الشرطي، ولا زنوق وهو الخنثى، ولا خيوف وهو النباش، ولا عشار، ولا قاطع رحم، ولا قدري)؟ سبق و رأيت المخالفين يشنعون على هذا الحديث و يتهموننا بالعنصرية و أن الرجل الأسود عندنا لا يدخل الجنة فهل شديد السواد المذكور في الرواية هو صاحب البشرة السوداء ؟ يقال أن المقصود به الذي لا يبيض شعره ابدًا مع تقدم السن ، و لكن هذا المعنى لا يبدو صحيحًا فما رأيكم ؟ وفقكم الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الهادي عليه السلام، ولعنة الله على أعداءه وقتلته أجمعين.
ليس في الدين الإسلامي الأصيل أي عنصرية تجاه الآخرين فقد قال الله تبارك وتعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وقال رسوله الكريم صلى الله عليه وآله (لا فرق بين عربي وأعجمي ولا أبيض وأسود إلا بالتقوى).
أما عن معنى (شديد السواد) فقد قال الشيخ الصدوق رحمه الله في الخصال: يعني بشديد السواد الذي لا يبيض شيء من شعر رأسه ولا من شعر لحيته مع كبر السن ويسمى الغربيب.(الصفحة 436)
وهذا المعنى مأخوذ من رواية الإمام الصادق عليه السلام التي أخرجها الصدوق نفسه في الخصال أنه عليه السلام قال: ستة عشر صنفا - من أمة جدي صلى الله عليه وآله لا يحبونا ولا يحببونا إلى الناس، ويبغضونا ولا يتولونا، ويخذلونا ويخذلون الناس عنا، فهم أعداؤنا حقا، لهم نار جهنم، ولهم عذاب الحريق. قال: قلت بينهم لي يا أبه وقاك الله شرهم… قال: والغربيب من الرجال، فلا ترى لله عز وجل خلقا غربيبا - وهو الذي، قد طال عمره فلم يبيض شعره وترى لحيته مثل حنك الغراب - إلا كان علينا مؤلبا ولأعدائنا مكاثرا. (الخصال ص507)
فعلى هذا يتبين أن معنى (شديد السواد) الذي لا يدخل الجنة هو (الغربيب) وهو الرجل الناصبي الذي يؤلب على أهل البيت عليهم السلام، لا كما يروجه أبناء العامة العمياء بجهلهم!
وإن أردت العنصرية فهي عند إمامهم عمر بن الخطاب لعنه الله الذي كان يستحقر الأنباط ٠ على سبيل المثال٠ وهاك شطرا منها:
ما جاء في عيون الأخبار لابن قتيبة م١ ص٤٥١: ”تنازع اثنان: أحدهما سلطانيّ والآخر سوقيّ، فضربه السلطانيّ فصاح: واعمراه! ورفع خبره إلى المأمون فأمر بإدخاله عليه، قال: من أين أنت؟ قال: من أهل فامية «مدينة على الساحل الشامي وقريبة من حمص وأهلها من الأنباط»، إن عمر بن الخطاب كان يقول: من كان جاره نبطيا واحتاج إلى ثمنه فليبعه، فإن كنت تطلب سيرة عمر فهذا حكمه فيكم، وأمر له بألف درهم“.
وما جاء في السنن الكبرى للبيهقي: ”عن مكحول، أن عبادة بن الصامت رضي الله عنه دعا نبطيا يمسك له دابته عند بيت المقدس فأبى فضربه فشجه، فاستعدى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له: ما دعاك إلى ما صنعت بهذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين أمرته أن يمسك دابتي فأبى، وأنا رجل في حدة فضربته، فقال: اجلس للقصاص، فقال زيد بن ثابت: أتقيد عبدك من أخيك؟ فترك عمر رضي الله عنه القود وقضى عليه بالدية“.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
ليلة 3 رجب الأصب 1446 هجرية