السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد سيدنا ومولانا الامام الهادي صلوات ربي وسلامه عليه ولعن الله قاتليه الحمدلله انا مؤمن وعلى ولاية محمد واله الطاهرين والحمدلله على لذة طعم الايمان وحلاوته وحلاوة حب اهل بيته الطيبين الطاهرين لكن في الفترة الاخيرة يراودني سؤال داخلي حول قصة سيدنا ادم عليه السلام مع ابليس واجد صعوبة في تصديق موقف الشيطان واصراره على ما يفعل رغم اخبار الله جل جلاله له بانه مخلد في نار جهنم اذا سلك هذا الطريق ورغم هذا اصر على ذلك وانا احاول ان اضع نفسي بموقف مشابه اذ يأمرني الشرع المقدس بفعل واحترام شخص اكرهه كما امر الله ابليس بالسجود لأدم لكنه استكبر فلهنا انا مصدق انه يمكنه ان يعصي الله لكن بعد ذلك لماذا لم يخصص وقته بطلب التوبة والمغفرة والعودة بعد ان علم ان هذا الطريق فيه هلاكه الاخروي بالرغم من علمه فأنا اذا وضعت بموقف وعرفت مصيري اذا سلكت هذا الطريق فبالتأكيد سأحيد عنه ارجو الاجابة واثلاج صدري بجواب مقنع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبارك لكم ذكرى ميلاد الإمام الجواد عليه السلام، وكل عام وأنتم بخير.
الأمر يعود إلى التكبر والحسد الذي وقع فيه إبليس لعنه الله جعله يمتنع من الامتثال لأمر الله عز وجل بالسجود لآدم عليه السلام، فقد كان يقول لله عز وجل ”لأعبدنك عبادة ما عبدك أحد قط مثلها“، إلا أن الله رد عليه ”إني أحب أن أطاع من حيث أريد“.
فعن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام قال: ”أمر الله إبليس بالسجود لآدم فقال: يا رب وعزتك إن أعفيتني من السجود لآدم لأعبدنك عبادة ما عبدك أحد قط مثلها، قال الله جل جلاله: إني أحب أن أطاع من حيث أريد“. (بحار الأنوار ج٦٠ ص٢٥٠)
وعن أبي عبد الله عليه السلام في رواية قال: ”والله لو أن إبليس سجد لله عز ذكره بعد المعصية والتكبر عمر الدنيا ما نفعه ذلك ولا قبله الله عز ذكره ما لم يسجد لآدم كما أمره الله عز وجل أن يسجد له“. (الكافي ج٨ ص٢٧١)
وعن الصادق عليه السلام: قال إبليس يا رب اعفني من السجود لآدم عليه السلام وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل قال الله تبارك وتعالى لا حاجة لي إلى عبادتك إنما أريد ان اعبد من حيث أريد لا من حيث تريد فأبى ان يسجد فقال الله تعالى "فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ“. (تفسير القمي)
ننصحكم بمتابعة سلسلة الملفات الإبليسية في الليالي الرمضانية لسنة 1435:
https://www.al-qatrah.net/visection41
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
9 رجب الأصب 1446 هجرية