حياكم الله جميعا و كل عام وأنتم بخير
السؤال: ما هو قول الشيخ حفظه الله بدعاء عرفة و بالخصوص هذه الفقرة: "اسألك بمعاقد العز من عرشك و منتهى الرحمة من كتابك و باسمك الأعظم و جدك الاعلى"
و مضمون رواية المعصوم ان معنى الجد هو البخت فهذه العبارة منهي عنها.
و السؤال الثاني ما هو قول الشيخ عافاه الله بدعاء الجوشن و بالخصوص ما ورد في الدعاء من عبارات كالعبارة "يا من تعالى جده" و من القول الشائع الآن بأن هو الدعاء الصوفي المسمى بالف أسم و أسم كما ورد في بعض المخطوطات.
نسألكم الدعاء و السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد مسلم بن عقيل عليه السلام، ولعنة الله على قاتليه.
ج1: بمراجعة الشيخ،
قد ذكر السيد ابن طاووس هذا الدعاء في الإقبال بقوله: «وجدناه في كتب الدعوات يقول ما هذا لفظه: روي عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من دعا به في ليلة عرفة أو ليالي الجمع غفر الله له» (إقبال الأعمال ج2 ص50). وكتب الدعوات هذه التي أخرج منها ابن طاووس؛ إنما كانت مجموعة متوارثة من كتب الأصحاب كما دل عليه قوله في دعاء ليلة الغدير: «وجدناه في كتب الدعوات فقال ما هذا لفظه: وُجد في كتاب الشريف الجليل أبي الحسين زيد بن جعفر المحمدي بالكوفة: أخرج إليَّ الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري جزءًا عتيقًا بخط الشيخ أبي غالب أحمد بن محمد الزراري فيه أدعية بغير أسانيد، من جملتها هذا الدعاء منسوبًا إلى ليلة الغدير» (المصدر نفسه ج2 ص238). وهذا القدر كافٍ لإجراء قاعدة التسامح في أدلة السنن والتعبد بهذا الدعاء رجاءً.
وليس يدعو إلى الارتياب فيه ورود عبارة: «وباسمك الأعظم وجدك الأعلى» فإنها قد تكررت في غيره من الأدعية عن النبي والأوصياء عليهم السلام، كما ورد في مفتتح خطبةٍ لأمير المؤمنين عليه السلام: «الحمد لله الفاشي في الخلق حمده، والغالب جنده، والمتعالي جده» (نهج البلاغة - الخطبة 185).
ولا يعارضه ما روي عن الباقر عليه السلام: «شيئان يفسد الناس بهما صلاتهم. قول الرجل: تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك. وإنما هو شيء قالته الجنة بجهالة فحكى الله عز وجل عنهم. وقول الرجل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» (التهذيب ج2 ص316). ذلك لأنه بقرينة ذيله دالٌّ على أن وقوع الفساد إنما هو لانتفاء المحل لا لانتفاء المعنى الصحيح إذا قُصِد في محله. فإن «السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» محله في التشهد الأخير، وإنما يفسد الناس صلاتهم بالإتيان به في التشهد الأول أيضا، كما عليه بعض العامة العمياء، وإلا هو في نفسه له معنى صحيح مقصود. ولمّا كانت الجن قد قالت: «وتعالى جدك» بجهالة وكان الله تعالى إنما حكى عنهم بلا مطلوبية منه لإيقاع هذا القول في الصلاة؛ انتفى المحل كلية.
وإنما الذي قصدته الجن بجهالة من هذا القول هو ما ورد في تفسير القمي الشريف، قال: «هو شيء قالته الجن بجهالة فلم يرضه الله منهم، ومعنى جد ربنا أي بخت ربنا» (تفسير القمي ج2 ص388).
وعليه؛ فالتعبير عن تعالي جد الرب إذا كان المقصود منه البخت والطالع؛ فهو الممنوع. وأما إذا كان المقصود منه العظمة والجلال - إذ هو من معاني الجد لغةً - فهو المشروع. وهذا ما ورد في الدعاء والخطب. فلا حرج.
ج2: قد تطرق الشيخ في جواب سابق لدعاء الجوشن الكبير وشبهة كونه من طريق الصوفية فيرجى مراجعة الرابط التالي:
https://www.alqatrah.net/an3727
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
9 ذو الحجة 1446 هجرية