السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله أيامكم وهداكم وإيانا إلى سواء السبيل
السؤال للشيخ ياسر الحبيب:
في هذه الأيام المباركة للشهر الفضيل كانت هنالك حلقات تلفزيونية علمية على قناة الكوثر الفضائية لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري حفظه الله وسدد خطاه تناول فيها أصل التوحيد عند مختلف المذاهب الإسلامية ورد كل الشبهات التي اختلقها أعداء مدرسة أهل البيت عليهم السلام ووضح المسلك الصحيح لفهم الدين وبين التوحيد الحق من كلمات سيد الوصيين أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ودحض بذلك \" وبطريقة علمية وروحية حوارية أريحية \" كل الشبهات التي ترمى بها مدرسة أهل البيت عليهم السلام وعرى مذهب بن تيمية الأموي وأتباع السلفية المحدثة ، إلى أن أحدث زلزالا في أوساط العامة \" بشهادة أكثر من شخص \" ومهّد الأرضية للباحثين عن الحقيقة والكمال كي يسلكوا طريق الحق .
ألا يعتقد الشيخ بأن هذا المسلك \" أعني المسلك العلمي \" هو المسلك الصحيح لمخاطبة الآخر ؟ وليس الأسلوب الإستفزازي الذي يمارسه الشيخ الحبيب والسيد مجتبى والذي ينفر بسببه الكثيرون ؟ مع العلم أنني من أشد المخالفين والمختلفين مع السيد مجتبى ومع الشيخ الحبيب وأتحمل الكثير من الوجع حينما أسمع كلماتهم الجارحة تجاه مراجعنا العظام وتجاه بعض رجال الدين ممن يختلف معهم وأدعو لهم بالمغفرة والهداية لما بيننا من مشتركات بل وشائج أهمها التوحيد والإيمان برسالة الإسلام والولاء لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
أرجو أن تتقبلوا مني هذه الرسالة برحابة صدر ، وأن نفعّل فيما بيننا ثقافة الإختلاف ، مع أنني أرى أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا وإن كنتم تكفرون مراجعنا وترمونهم بشتى الأوصاف وبالتالي نحن من وراءهم .
محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
علق سماحة الشيخ بالقول:
”نحن لا نرى غير المسلك العلمي طريقاً للدعوة الحقة، غير أن مناوئينا ممن ينتحلون التشيع يرموننا زوراً بأننا لا نسلكه، فيقولون أننا سبّابون لعّانون! وهم بذلك يأخذون السمة البكرية مع الأسف، فالبكري يقول حين يهاجم الشيعة: إنهم يسبون الصحابة! والحال أن الشيعة إنما ينتقدونهم ويثلبونهم.
لو أنك تدبّرت جيداً في محاضراتنا وأجوبتنا لرأيتها علمية تماماً، ليس هنالك محاضرة واحدة لنا ليس فيها بيان علمي واستدلالي، غاية ما هنالك أننا لا نخاف من طرق أبحاث يخاف الآخرون طرقها، كالبحث مثلا في أن عائشة في الجنة أم النار؟
هذا أمر مهم، نحن نطرقه ونبحثه، ونقيم عليه البرهان من كتب العدو والخصم، وننتهي إلى نتيجة أن عائشة في النار، وأنها بائنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وأن على المسلم أن يبرأ إلى الله تعالى منها. فبأي قاموس يعتبر هذا سبّا وشتيمة؟ ولماذا يتعمد المناوئون لنا تسمية هذا سباً كما يفعل الوهابيون؟!
أما ما ذكرت عن المذكور، فنحن لا نسلّم بما قيل من أنه أحدث زلزالا حقيقياً، ولم نرَ آثاراً لذلك الزلزال، بل على العكس، انكشفت تلك المسرحية السخيفة حين قيل أن شيخا وهابيا يُدعى (تركي) قد اتصل بالبرنامج متأثراً بما طُرح فيه، وإذا بالأمر ينكشف أن هذا الرجل كان مجرد شاب شيعي يرتاد برامج (البالتوك) ويتفنّن في تقليد أصوات مشايخ الوهابية.
إن مثل هذه المسرحيات تسيء إلى الشيعة كثيراً، وتصوّرهم بصورة من يعوزهم الدليل والحجة فيضطرون إلى عمل مثل هذه التمثيليات.
ثم إن على من يتصدى لمثل هذه الأبحاث أن يكون سليم العقيدة أولاً، فكيف لمن يعتقد بوحدة الوجود والموجود أن يدعو الناس إلى التوحيد؟! كما أن على من يتصدى لتمثيل المذهب أن يكون مقتدراً، وقد لوحظ في كلام المذكور أكثر من مورد افتقر فيه إلى الاقتدار في الحجة والبيان، كما أن الدقة نقصته في بعض الأبحاث.
أما عن الموقف من بعض الشخصيات المحسوبة على المرجعية، فأنت تعرف أن في الحوزات العلمية اتجاهان متضادان، أحدهما يعادي الفلسفة والعرفان والتصوف، والآخر يؤيدها، وبينهما صراع قديم. ونحن مع الاتجاه الأول. ويمكنك مراجعة إجاباتنا السابقة في هذا الخصوص(1)“.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
--------------------
(1) تجد الإجابات السابقة (بالضغط هنا)، و(اضغط هنا)، و(اضغط هنا)، و(اضغط هنا)، و(اضغط هنا)، و(اضغط هنا)، و(اضغط هنا)، و(اضغط هنا).
15 شوال 1431