2007 / 11 / 23
استنكر سماحة الشيخ الحبيب الاعتداء الآثم الذي تعرّض له المؤمنون المصلّون في مسجد محمد بن أبي بكر (رضوان الله عليه) بمنطقة الجهراء أخيرا، حيث قامت مجموعة من صبيان الوهابيين بحرق سيارة إلى جوار المسجد ورشق المصلين بالحجارة وتوجيه الشتائم والهتافات التكفيرية ضد الشيعة المؤمنين.
الشيخ الحبيب اعتبر أن هذا الحادث يكشف عمق الحقد الذي تؤصّله الفرقة الوهابية في نفوس الأحداث وتربّيهم عليه، لافتا إلى أن هذا الحادث لم يكن الأول من نوعه بالنسبة لهذا المسجد، حيث تعرّض كرارا ومرارا لعشرات الاعتداءات منذ تأسيسه قبل أكثر من ربع قرن.
وقال الشيخ الحبيب: ”قبل سنوات قليلة جاءني أحد المؤمنين من المواظبين على الصلاة في المسجد وأبلغني أن المسجد تعرّض ليلة أمس إلى إطلاق نار، وقد أعطاني صورا التقطها لآثار طلقات الرصاص على جدران المسجد. وفي الوقت نفسه اتصلت بعدد من الإعلاميين ومسؤولي الصحف اليومية وناشدتهم تغطية الحادث إعلاميا حتى يلقى الجناة عقابهم ولئلا تتكرر هذه الحوادث مرة أخرى، غير أنهم تجاهلوا الأمر كلية، فيما لم تبذل أجهزة الأمن أي جهد يذكر للتحقيق في ملابسات الحادث والتوصل إلى المجرمين، وقامت بتجميد القضية وركنها إلى جانب باقي القضايا التي رفعها المصلّون ضد المعتدين في الحوادث السابقة“.
ومضى الشيخ قائلا: ”هذه اللامبالاة التي مارستها الدولة تجاه هذه الحوادث الإجرامية، وهذا التعتيم الإعلامي المقصود هو الذي جرّأ هؤلاء المجرمين أخيرا على فعلهم الشنيع قبل أيام، والذي تجاوز كل الحدود“.
هذا وتحاول الحكومة الكويتية حاليا التغطية على الحادث وإيهام الشارع الشيعي في الكويت أنه لم يكن طائفيا! وذلك باختلاق قصص وهمية مضحكة مثل أن الحادث ارتكبه أحداث صغار بعد سرقتهم إحدى السيارات حيث أرادوا حرقها عند المسجد دون أن تكون لهم أية دوافع طائفية!
وقامت أجهزة الأمن بإطلاق سراح بعض المعتدين بعد تدخل أحد نواب البرلمان الوهابيين ويدعى عوّاد برد، في تجاوز سافر على القوانين.
تعليقا على ذلك قال الشيخ الحبيب: ”إن هذا يظهر حقيقة السياسة الحكومية الكويتية التي تكيل بمكيالين، فهي عندما يصدر أي فعل من الشيعة - حتى وإن لم يكن عنفا كإلقاء محاضرة أو تنظيم مسرحية أو نشر مجلة - تقابله بأشد أنواع العقوبة التي تصل إلى حكم بالسجن لأكثر من عشر سنوات! بينما عندما يصدر فعل من غير الشيعة - ولو كان من مصاديق العنف كإطلاق النار على حسينية أو حرق سيارة عند مسجد أو الاعتداء بالضرب - فإنها تعمد إلى حصر القضية ودفنها وتصغيرها وإخراج الجناة سالمين“!
وأوصى الشيخ جميع المؤمنين في الكويت بأخذ حذرهم، كما أوصى بأن تقوم المساجد والحسينيات والمراكز الإسلامية بالتعاقد مع شركات أمنية متخصصة وتركيب أجهزة مراقبة وتسجيل وإنذار مبكّر للحيلولة دون وقوع ما هو أشد مستقبلا فتقع خسائر في الأرواح والدماء لا سمح الله تعالى، معتبرا أن ذلك ليس بمستبعد من أناس يتعبّدون الله ويتقرّبون إليه بدم الشيعة!
وضمن هذا الإطار أبدى الشيخ الحبيب سخطه الشديد على قيام الحكومة الناصبية في البحرين عبر عملائها بهدم مسجدين من مساجد الشيعة المؤمنين هناك، وقال: ”إذا كنا لا نتوقع الكثير من إخواننا المؤمنين في الكويت بسبب قلة خبرتهم في مواجهة السلطات الظالمة فإننا نتوقع ونتوقع أن يهبّ شعبنا الموالي المجاهد في البحرين لتلقين الحكومة وعملائها درسا لا يٌُنسى بعد إهانتها لمقدّساتنا وهدمها لمساجدنا، فلا أقلّ من تنظيم المسيرات الاحتجاجية الكبرى لإيصال الرسالة القوية التي نريد“.
وختاما أوصى الشيخ جميع المؤمنين والمؤمنات في كل مكان بتكثيف الدعاء على الحكومات الظالمة والأسر الحاكمة الناصبية التي أهرقت دماء الشيعة المؤمنين وأزهقت أرواحهم حقدا وعداوة.