2007 / 11 / 23
صدر عن الشيخ ياسر الحبيب البيان التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
بلغنا أن الحكومة الأردنية الناصبية قد أقدمت على اعتقال سماحة آية الله العظمى السيد محمد علي الطباطبائي (دام ظله) أثناء قدومه من زيارة العتبات المقدسة في العراق وأودعته سجن إدارة المخابرات منذ شهر تقريبا دون أدنى مراعاة منها لمقامه العلمي المرجعي ولا لشيبته وحالته الصحية الحرجة!
وما كان إقدام هذه الحكومة على هذه الجريمة النكراء إلا بسبب أن سماحته (فكّ الله قيوده) كان قد أشار على بعض أولياء آل محمد (عليهم السلام) في الأردن بتأسيس مسجد وحسينية! فسارعت هذه الحكومة المعادية لأولياء آل محمد (صلوات الله عليهم) باعتقاله وإيداعه السجن التزاما منها بتعاليم الشيطان وانتهاكا لتعاليم الرحمن! فلو أن أحدا أراد تأسيس مخمرة أو مرقص في الأردن أو حتى دار بغاء لما آذته هذه الحكومة الناصبية بل لربما وجد هذا المؤسس دعما وتشجيعا من ذلك الملك الديّوث الممتلئ حقدا على الشيعة والتشيع!
وليس أدل على عداء ذلك الملك المراهق وبقية لاعقي أحذيته من وزرائه وأعضاء حكومته الناصبية من مواقفهم تجاه الشيعة والتشيع، إذ كان ذلك الملك الديوث يعوي في واشنطن عند سيّده الأكبر محذّرا مما كان يسميه (الصعود الشيعي في العراق) ثم تحذيره مما أسماه (الهلال الشيعي) ثم جاء أحد لاعقي أحذيته وهو وزير داخليته ليصرّح بأن الأردن لن تسمح مطلقا بتأسيس أي مسجد للشيعة في الأردن!
وهو الواقع.. فالأردن هي البلد الوحيد تقريبا الذي لا يوجد فيه مسجد إسلامي واحد، إذ جميع مساجده هي للطائفة البكرية. وأما الحسينيات فلا وجود لها إلا في البيوت، حيث يقيم المؤمنون الأردنيون من الشيعة المهتدين مجالسهم فيها وسط حذر وتقية شديدة من جور هذه الحكومة الظالمة.
إن هذا الاعتقال الذي أقدمت عليه هذه الحكومة الناصبية يعتبر خروجا على أحكام الله تعالى، كما أنه يعتبر انتهاكا خطيرا لمقام المرجعية والعلماء، ولا ينبغي السكوت عليه، إذ هي المرة الأولى التي نسمع فيها بأن هذه الحكومة قد تطاولت على مقام عالم من علمائنا فكيف بمرجع من مراجعنا؟!
وعلى هذا فعلى جميع المؤمنين السعي الجاد لإنقاذ سماحته ونجاته، بشتى وسائل التصعيد والمواجهة والضغط. كما أن على الحكومتين العراقية والإيرانية التدخل السريع والمطالبة بالإفراج عن سماحته وتقديم الاعتذار الرسمي لشيعة آل محمد (عليهم السلام) الذين انتُهكت كرامتهم بهذا العمل الوقح.
كما أن الواجب على جميع المؤمنين هو التضرع إلى الله تعالى والتوسل بمولانا ووليّ أمرنا وإمامنا المفدى صاحب الأمر (صلوات الله عليه) لكي يتحقق الفرج لسماحة السيد المرجع ولجميع أولياء آل محمد (عليهم السلام) في كل مكان. اللهم بحق الرسول، بحق البتول، بحق علي سيفك المسلول.
ياســــــر الحبيــــــب
رجب 1427 - لندن