موقف وتصريح | استهجان تغريدة للناطقة باسم الحكومة البريطانية ومطالبتها بالاعتذار

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

18 ربيع الأول 1442

نشر مكتب الشيخ الحبيب بيانا رسميا استهجن فيه سماحته تغريدة الناطقة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا روزي دياز لاستشهادها بقول مجتزأ للطاغية الأول أبي بكر بن أبي قحافة، وجاء في البيان:

تم إطلاع الشيخ على تغريدة غير مسؤولة للناطقة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا روزي دياز قالت فيها: «يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه: لا تقطعن شجراً مثمراً، ولا تخربن عامراً، ولا تعقرن شاة ولا بعيراً إلا لمأكلة، ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه.. يبدأ اليوم العد التنازلي لانعقاد قمة العمل المناخي ٢٦ في المملكة المتحدة العام المقبل. من واجبنا الحفاظ على الأرض لنعالج معا ظاهرة تغير المناخ».

سماحته رأى هذه التغريدة «مثيرة للاشمئزاز والقرف» لاستشهادها بقول مجتزأ للطاغية الأول وكأنه أحد نشطاء المناخ والبيئة! بينما هو في الواقع أحد مجرمي الحرب الدمويين الإرهابيين، فإن ما قبل هذا النص المستشهَد به يقول أبو بكر: «وستجد قوما فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر، فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف»! (موطأ مالك ح٩١٨) وهو يقصد ضرب رؤوس الشمامسة ورهبان الكنائس كما في التوضيح في شرح مختصر ابن الحاجب (ج٣ ص٤٢٩).

وعلق سماحته على ذلك بأن مما يبعث على السخرية أن يتم الاستشهاد بالاقتطاع من نص آخره دعوة للحفاظ على الأشجار والبعران فيما أوله دعوة لقتل رجال الكنائس والرهبان! وأن هذا أشبه بكوميديا سوداء نرى فيها إرهابيا يقول لآخر: «اذهب واقتل كل مَن في هذه الكنيسة ولكن حافظ على شجرة عيد الميلاد عند الباب! فيأتي آخر أبله ويقول: انظروا إلى عظمة ذلك الرجل الذي أوصى بالمحافظة على الشجرة! دعونا نسطر كلمته الرائعة في مؤتمرنا القادم عن المناخ والبيئة»!

وأضاف سماحته: «إن أقل ما يُقال في هذا التصرف أنه ضربٌ من ضروب البلاهة والحماقة، فقد كان يتوجب على هذه الناطقة الحكومية أن تتعلم وتراجع جيدا قبل أن ترتكب هذا التهور وتمجِّد بشخصية ذات تاريخ دموي إجرامي لمجرد أن لفتت انتباهها مقولة من مقولاتها، فإن لجميع الطغاة على مر التاريخ مقولات تبدو في ظاهرها حسنة، فهل يصح منطقيا أن نستشهد بها تمجيدا بأصحابها؟! إذن فلنستشهد بمقولات أدولف هتلر ولنمجِّده فإنه لا يقصر عن أبي بكر في إطلاق المقولات المزخرفة! كقوله مثلا: إذا كانت الحرية ضعيفة التسليح فعلينا تسليحها بقوة الإرادة. وكقوله: إن كل ألم شخصي يزول عندما تنزل بالوطن نازلة. وكقوله: على الإنسان أن لا يضحي بنفسه من أجل صفقات تجارية بل من أجل فكرة أو مثل أعلى».

يقول سماحته: «لقد كان على هذه الناطقة أن تدرك أن إبداءها الإعجاب بأبي بكر ومقولته ليست له منافع حقيقية، إنما له مضار جدية. لقد أرادت بهذه التغريدة السمجة تحسين صورة الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وكسب المسلمين. هذا لن يتحقق بمثل هذه التملقات، فشخصية أبي بكر هي محل خلاف بين المسلمين أنفسهم أصلا، وإذا كانت هذه التغريدة ستعجب بعض المسلمين فإنها بكل تأكيد ستشعل غضب مسلمين آخرين كالشيعة، فلماذا تحشر بريطانيا أنفها في هذه المسائل الدينية الخلافية والحساسة وتخرج عن الحياد فيها؟ ثم إن تحسين صورتها لا يكون بمثل هذه التغريدات الطائشة؛ بل يكون بتغيير سياساتها الخاطئة الخرقاء في المنطقة كاستمرارها في بيع السلاح للأنظمة القمعية كالنظام السعودي؛ وكتغاضيها عن الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان وتضحيتها بالمواقف المبدئية لأجل المصالح التجارية والاستراتيجية».

سماحته يحذِّر من أن تلميع صور الطغاة بالاجتزاء من بعض مقولاتهم أو الاستشهاد ببعض أفعالهم لا يؤدي إلى شيء سوى تعريض الإنسانية للخطر حيث يزداد تولع الناس بهذه الشخصيات والاقتداء بها «وعندئذ فلا تلومنَّ الحكومة البريطانية إلا نفسها حين تجد أفرادا ينضمون إلى سلك الإرهاب ويحرقون الناس وهم أحياء. هل نسيت لندن أن تنظيم داعش أعلن أنه يتبع خطى أبي بكر في ذلك؟! هو أبو بكر نفسه الذي اعترفت الناطقة باسم الحكومة البريطانية به وامتدحته! إن هذا عار لا يغسله إلا حذف هذه التغريدة وتقديم الناطقة الاعتذار، إلا أننا لا نتوقع مثل هذا الرشد من حكومة يرأسها طفل كبوريس جونسون».

الشيخ يحث المؤمنين الواعين على ممارسة الضغط على هذه الناطقة لحذف تغريدتها الشائنة ويقول: «أمطروها برسائل الغضب حتى تدرك الحماقة التي ارتكبتها».

سماحته يعتبر أنه لولا تقصير شيعة هذا الزمان في فضح الطغاة الأوائل وبيان جرائمهم النكراء لما رأينا مثل هذه الناطقة باسم الحكومة البريطانية ترتكب هذا الخرق الخطير للضمير الإنساني، ولذلك «فإن على الجميع أن ينهض بمسؤوليته أمام الله تعالى في هذا الصدد، خاصة مع قرب ظهور الفيلم العالمي الذي يصوِّر مأساة مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ويفضح ظالميها».

وأردف سماحته: «إن على الجميع أن يتكاتف الآن ويساهم ويعمل بجد في ضمان حملة دعائية كبرى في العواصم الغربية حتى يُقبل العالم على مشاهدة هذا الفيلم واكتشاف التاريخ الأسود الحقيقي لهذه الشخصيات الإجرامية. عسى أن يرحمنا ربنا بذلك ويغفر لنا تقصيرنا على مدى هذه العقود. هذا التقصير الذي أدى إلى أن يُمتدح قاتل الزهراء عليها السلام هكذا».

مكتب الشيخ الحبيب
18 ربيع الأول 1442
5 نوفمبر 2020

صور من البيان:





شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp