2007 / 11 / 24
بسم الله المنتقم من الظالمين
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
نداء إلى شيعة آل محمد (عليهم السلام) في العراق وفي كل مكان..
هبّوا لنصرة أئمتكم ودافعوا عن مقدساتكم التي تنتهك على أيدي النواصب الكفرة الغدرة، فإن هؤلاء المعتدين لا يردعهم غير استخدام القوة، ولا تنفع معهم لغة الحوار أو التفاوض، وقد اختاروا بأنفسهم طريق الإجرام، فلا بد من مواجهتهم بالقوة وإنزال الجزاء الشرعي بهم، إذ هم خارجون على الدين والقانون والمجتمع، ولا أمان لأعداء الأمان، ولا سلام مع أعداء السلام.
إن هذه الجريمة المتمثلة بالاعتداء مجددا على الحرم المطهر لإمامينا الهادي والعسكري (صلوات الله عليهما) أثبتت من جديد تهاون الحكومة وضعفها وهزالتها وعجزها عن حماية أقدس المقدسات، فرغم ما أعلنته هذه الحكومة وما كرّرته على المسامع منذ وقع الاعتداء الأول من أنها أفرزت قوة خاصة لحماية الحرم وشكّلت لجنة لإعماره وأنها ستؤمن قريبا الطريق المؤدية إلى سامراء للمباشرة بإعادة الإعمار وتأمين سلامة الزائرين.. رغم هذا لم نرَ شيئا يتحقق على أرض الواقع وبقى الوضع على ما هو عليه في سامراء المقدسة من خراب للحرم الشريف وإهمال حتى لمسألة ضرورية كإزالة الأنقاض المتراكمة على الإمامين (عليهما السلام) مضافا إلى بقاء الانفلات الأمني في المدينة. ثم جاءت هذه الجريمة الجديدة لتؤكد عجز الحكومة عن التصدي لهؤلاء الإرهابيين النواصب، ولتؤكد أيضا تراخي قوات الاحتلال عن بسط الأمن وضمان الاستقرار وعدم جديتها في ذلك.
وإذ ظهر عجز الحكومة، وتراخي قوات الاحتلال، فقد آن أوان أن يتصرّف الشعب بنفسه لإنقاذ مقدساته، فهذا هو حقه المشروع في الدفاع عن النفس والوطن والمقدسات، إذ لا يمكن له أن يبقى متفرجا على ما يقع من اعتداءات متكررة ضد أقدس مقدساته. والواجب على الحكومة العراقية اليوم وجوبا شرعيا أكيدا أن تعاضد وتساند انتفاضة الشعب ضد الإرهابيين والوهابيين النواصب، وأن تضغط على قوات الاحتلال لإتاحة الطريق أمام الجماهير الغاضبة للوصول إلى سامراء المقدسة لإنقاذها من هذا الاحتلال الإرهابي الذي ترزح تحته، وتصفيتها من وجود العصابات الإجرامية، وفرض الأمن فيها والبدء عاجلا وفورا بإزالة ركام الحضرة العسكرية المقدسة وإعادة بنائها مع ضمان توافد المؤمنين للزيارة وإعادة العوائل الشيعية المهجرة من المدينة إلى مساكنها آمنة مطمئنة.
إن الشعب العراقي بأكثريته الموالية لأهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم) هو اليوم كالبركان المتفجّر وهو على استعداد تام لنصرة أئمته والدفاع عن مقدساته، فلتضع الحكومة إذن يدها في يده ولتسلّحه ولتشترك معه في عملية تطهير سامراء وتحريرها. وإن أدنى امتناع من الحكومة عن المعاونة في هذا الجهد يسلب منها الشرعية. وكما أن الحكومة ساندت بعض العشائر في منطقة الأنبار من أهل العامة التي أبدت استعدادها لمواجهة الإرهابيين هناك فقامت بتسليحها والوقوف إلى جانبها لمواجهة هؤلاء الخارجين على القانون؛ فكذلك عليها أن تقف إلى جوار العشائر الشيعية في الجنوب والوسط وأهل العراق عامة في حملتهم الكبرى لإنقاذ الحرم العسكري الشريف في سامراء المقدسة.
يا شيعة آل محمد (عليهم السلام) في العراق وفي كل مكان..
ارفعوا السلاح وتوجهوا نحو سامراء المقدسة ودافعوا عن أئمتكم بأنفسكم قبل أن يتمادى النواصب المجرمون أكثر فأكثر، ولتعتبروا بما حصل منذ الأيام الأولى لسقوط النظام الجائر ومنذ حادثة النجف الأشرف الأولى، حيث كان التراخي والاتكال على القنوات السياسية ومؤتمرات المصالحة الوهمية سببا في توالي المآسي لا إيقافها.
إن كل من يدعوكم إلى ضبط النفس الآن يفتقد الحكمة والتشخيص الحقيقي للعلاج، فلا تغتروا به. دعوه وخذوا بوصية إمامكم أمير المؤمنين صلوات الله عليه حين قال: ”ألا وإني قد دعوتكم لقتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً، وسراً وإعلاناً وقلت لكم: اغزوهم قبل أن يغزوكم، فوالله ما غُزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا! فتواكلتم وتخاذلتم حتى شُنَّت عليكم الغارات ومُلكت عليكم الأوطان. فيا عجباً! عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم! فقبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يُرمى يُغار عليكم ولا تغيرون وتُغْزَوْن ولا تَغزون“!
فيا شيعة حيدر.. خذوا بوصية إمامكم ولا تتواكلوا وتتخاذلوا، فإنها والله الحرب المفروضة عليكم، والكل يتآمر عليكم، فإن لم تنهضوا بالسلاح فسيُسرق العراق منكم! ولن تبقى لكم فيه باقية!
واعلموا أنكم لستم بحاجة إلى فتوى أو إذن من أحد، لا والله! فقد اتفق الفقهاء على أنه لا حاجة لإذن الحاكم الشرعي لقتل ساب النبي والأئمة الطاهرين عليهم السلام، فكيف بمن يفجّر ويدمّر مقاماتهم ومراقدهم الشريفة؟!
إنما تتوجهون بحول الله وقوّته إلى سامراء للاقتصاص من أولئك الظالمين المعتدين، النواصب المجرمين، الذين اعتدوا على حرمات الأئمة الطاهرين، هؤلاء يجب قتلهم وإراحة البلاد والعباد منهم، أما غيرهم من أبرياء أهل العامة رجالا ونساءً وأطفالا، فالواجب تأمينهم وحمايتهم.
ياســــــر الحبيــــــب
27 جمادى الأولى 1428 - لندن