شهدت الليلة السابعة والعشرون من الليالي الرمضانية مع الشيخ الحبيب لسنة 1443 هجرية اتصالا هاتفيا من الدكتور الأزهري محمد أبو الخير من مصر دعا فيه إلى قيام سماحة الشيخ الحبيب بتحرير أبحاثه إلى مؤلفات لدراستها لمعرفة ما سماه بالمنهج الياسري!
وقال الدكتور محمد أبو الخير وهو من علماء الأزهر في معرض اتصاله "أولاً أعترف لسماحة الشيخ الحبيب بأنه باحث رصين له قدرة عميقة على البحث والتحقيق وأدعو الله أن يقيض لهذه الأمة مجموعة من المحققين الذين يبغون بتحقيقهم العلمي الرصين أن يصلوا إلى مجموعة من الحقائق التي تجتمع عليها هذه الأمة".
وقال "لفت انتباهي هذا العنوان (هل ذكرت خلافة أئمة أهل البيت في القرآن الكريم) وهنا قد يكون لي شيء من التحفظ عليه، ومنبع التحفظ يعود إلى الغفلة عن المصدر الثاني للتشريع ألا وهو السُنة النبوية المشرفة. فقد وردت الأحاديث في الصحاح (ألا إنما قد أوتيت الكتاب ومثله معه) بل أوضح من ذلك قوله تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) ٠وهو ما وضحه الشيخ الحبيب في نهاية ورقته البحثية- ما يدعوني لهذه النقطة هو ما يظهر على الساحة الآن فيما يُعرف بالقرآنيين وهم الذين يستندون إلى القرآن كمصدر وحيد في التشريع وفي أخذ العقائد وما إلى ذلك بتجاهل تام إلى ما يُعرف بالمصدر الثاني وهو السُنة النبوية المشرفة".
وأضاف "أنا هنا لا أريد أن أتحدث عن مفهوم السُنة، ولكن ما أود قوله أنه قد يُفهم من طرفٍ خفي أن المقصود هو القرآن وحده والقضية قد تكون أعمق بكثير من هذا الأمر".
وانتقل الدكتور أبو الخير للتعليق على الورقة البحثية التي حملت عنوان (ألا يكون أئمة مذاهبكم مبتدعة إذ خالفوا إجماع الصحابة؟!) قائلًا:
"هنا لا بد أن نشير إلى أمر مهم، ألا وهو ما هو المقصود بإجماع الصحابة؟ فلا بد أن يُحرر المصطلح أولاً، فهو مكون من كلمتين مضاف ومضاف إليه (إجماع الصحابة)".
وبدأ الدكتور الأزهري بشرح ذلك قائلا "أما قضية الإجماع أو ما يُعرف بالإجماع فأود أن أنبه سماحة الشيخ -جزاه الله عنا كل خير- أن مصطلح الإجماع بالمصطلح الأصولي هو مصطلح وهمي ليس له تطبيق على المستوى العلمي الرصين. أُريد أن أجد قضية واحدة تجتمع عليها الصحابة أو صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل بالعكس من ذلك لا توجد قضية (وهذا مجرد استنباط) إجتمع عليها صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل ذهب بعضهم -وهذا ما أميل إليه- أن المقصود بالإجماع هو ما يُعرف بالمعلوم من الدين بالضرورة فليست هناك قضية مجمع عليها".
وأضاف "أما المضاف إليه وهو الصحابة فلا بد أيضاً أن نحرر هذا المصطلح لابد أن يُحرر تحريراً تاماً حتى هناك تناقض واضح ما بين المضاف والمضاف إليه، فلقد اختلفوا أيضاً في مفهوم الصحابة ما هو المقصود بالصحابة بل ذهب بعضهم إلى أن مجرد أن ينظر الواحد نظرة واحدة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو من الصحابة!".
وفي ختام مداخلته دعا الدكتور أبو الخير سماحة الشيخ الحبيب بأن يقوم بتحرير هذه الورقات البحثية في مجموعة من المؤلفات الورقية بغية وضع هذه الأبحاث موضع النقض والأخذ والرد، بغية أن تكون محل دراسات علمية رصينة في محاولة للوصول إلى الحقيقة".
من جانبه قدم سماحة الشيخ الحبيب شكره للدكتور الكريم على ما تفضل به مضيفا "لو كانت الأصوات التي تسمع في هذا الفضاء الديني العلمي التحقيقي من قبيل هذا الصوت فهذا يبشر أن مستقبل هذه الأمة إلى خير إن شاء الله تعالى".
وأضاف الدكتور محمد أبو الخير قبل انهاء مداخلته "ما دفعني سماحة الشيخ هو أنني -بصراحة- أود أن تخضع هذه الورقات وهذا المنهج التحقيقي في ما يُعرف بالبحث العلمي الرصين، في محاولة لمعرفة المنهج الياسري وتحقيقه ومعرفة الأصول التي يستند عليها في تحقيق مسائله العلمية حتى يكون طريقاً للباحثين وطلبة العلم بشيء من الإنصاف فكل إنسان له ما له وعليه ما عليه".