29 شعبان المعظم 1444
تواردت أنباء من العراق عن مباشرة وزارة الداخلية الإجراءات القانونية ضد أحد الخطباء وهو الشيخ جواد الإبراهيمي لانتشار مقطع مصور له «تضمن إساءة واضحة وحمل مضامين تدعو الى التفرقة وتشتيت الجهود الرامية إلى لم الشمل والوحدة الوطنية» على حد قول الوزارة.
حقيقة الأمر أن الخطيب المذكور كان قد ألقى كلمة احتفالية نَدَّدَ فيها بالطاغية الثاني عمر ابن الخطاب لعنة الله عليه. وبعد اطلاع سماحة الشيخ الحبيب كان الموقف هو التالي:
التنديد بالطاغية الثاني أو غيره من طغاة التاريخ لا يمكن اعتباره دعوة للتفرقة إلا في مفهوم الحكومات والأجهزة الأمنية القمعية التي تضيق ذرعا بحرية الرأي والتعبير، ولذا تراها تلصق هذه التهمة حتى بالمعارضين السياسيين لا لشيء إلا لتنديدهم بالسياسات الحكومية ومخالفتهم توجهات الحاكمين.
إن التنديد بمنافق مجرم ديكتاتور كابن الخطاب واجب شرعي وأخلاقي، وهو من الناحية الثقافية التاريخية؛ عريق في عراق أهل البيت صلوات الله عليهم الذين لطالما نددوا بهذا الطاغية الظالم، ومن أبرزهم الخليفة الاول الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي قال: «اللهم اجزِ عمر لقد ظلم الحجر والمدر»، وقال عليه السلام: «لعن الله ابن الخطاب فلولاه ما زنا إلا شقي». وقد أثبت المخالفون في صحاحهم أنه عليه السلام كان يراه «كاذبا آثما غادرا خائنا فاجرا».
بيان وزارة الداخلية لا قيمة له وإجراءاتها مردودة عليها، وإذا استمرت هذه الحكومة في سياسة التضييق على الحرية الدينية والتعبير عن الرأي فيجب أن تسقط.
محمد أبو سلطان
مديـــــر المكتــــب
29 شعبان المعظم 1444
22 مارس آذار 2023
صورة من البيان: