تصريح | تعليق الشيخ على خطط سلطات المغرب لمواجهة تزايد التشيع

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

6 ذو القعدة 1444

نشرت بعض وسائل الإعلام المغربية أن السلطات تقوم على «إعداد خطة محكمة لمواجهة التشيع بالبلاد وذلك عقب رصد نشاط متنامٍ للشيعة في عدد من المواقع بالمغرب، خصوصا على مستوى الجامعات وبعض الزوايا، وقد صدرت تعليمات وتوجيهات من أجل التمكين العلمي والمعرفي لعدد من الأطر العاملين في الحقل الديني بغية التصدي للتشيع الذي تتوجس منه المملكة منذ سنوات والذي يستهدف أمنها الروحي».

تم إطلاع الشيخ الحبيب على هذا الخبر وكان تعليق سماحته هو التالي:

هذا اعتراف بأن السلطات المخزنية مذهولة من إقبال الشعب المغربي الكريم على تصحيح إسلامه والعودة إلى التشيع لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الذي يحقق أعلى درجات الأمن الروحي لو كانت هذه السلطات تعقل، ذلك لأن اتباع أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وترك المذاهب المبتدعة يفك كل العُقَد العقدية والفكرية والسلوكية ويجعل المجتمع أكثر أمنا وانسجاما وبعدا عن التطرف والإرهاب واختلاق الأزمات.

إنما يعني هؤلاء المعتوهون بـ «الأمن الروحي» أمن مذهبهم المبتدع ليس إلا، ذلك المذهب الذي يدعي التسنن وليس منه على شيء، وهو مذهب دخيل على بلاد المغرب ذات الأصل الشيعي، إذ يقول الأشعري في مقالات الإسلاميين: «والتشيع غالب على أهل قم وبلاد إدريس بن إدريس وهي طنجة وما والاها».

واليوم إن أراد هؤلاء التصدي للتشيع «علميا ومعرفيا» فقط فلا مانع لدينا، إذ لا يمكن أن يصمد باطل أمام حق، غير أنّا نعلم من السوابق أن نيتهم تتعدى ذلك إلى التصدي بقوة القرارات السلطوية التي تكبت الحرية الدينية وتحظر النشاط الديني، كما استصدروا قرارا بمنع عرض فيلم سيدة الجنة عليها السلام. ومن المعلوم أن هذا لا يسمى تصديا «علميا ومعرفيا»، بل هو ترجمة فعلية لمعنى القمع والإكراه ليس إلا.

ولو كان لهؤلاء شيء من دين وعقل لشحذوا هممهم لما يهدد الأمن الروحي في المغرب حقا، وهو الإلحاد الذي تفشى، والفساد الأخلاقي الذي استشرى، ناهيك عن الانفتاح على الصهاينة وأعداء الملة والأمة يعبثون ببلاد المغرب عبثا. إلا أنها الفوبيا من الشيعة وحدهم، مع أنهم لا يحملون للمغرب إلا كل ود، ولا يرجون لأهله إلا كل خير، وليس لهم من أجندة سياسية ولا غيرها، وما أجندتهم سوى الدعوة إلى أهل بيت النبوة عليهم السلام، تاركين للناس حرية الاختيار.

ومهما يكن من أمر فإنا لا نشك بأن هذه الخطط اليائسة لمواجهة تنامي التشيع في المغرب سينتهي أمرها بالفشل كما انتهى أمر غيرها، ففي التاريخ عبرة، إذ لم يحارَب مذهب كهذا المذهب من الأنظمة الحاكمة وطوائفها، وهو مع ذلك أكثر المذاهب انتشارا بفضل الله ومنِّه.
- انتهى تعليق سماحته.

محمد أبو سلطان
مديـــــر المكتــــب

6 ذو القعدة 1444
26 مايو أيار 2023

صورة من البيان:



شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp