7 شوال 1445
صدر عن سماحة الشيخ ياسر الحبيب التصريح التالي:
إن على الأمة الشيعية أن تكفر عن ذنبها العظيم الذي ارتكبته قبل ما يربو على قرن! حين رأت جحافل الهمجية الوهابية السعودية تقترب من الحرمين الشريفين على عقيدة «هدم القبور» وماضٍ فيه فلم تتحرك الأمة الشيعية للصد، ولم تصدر مرجعيتها فتوى «الجهاد الكفائي» كما فعلت في أيامنا حين اقتربت «داعش» من المشاهد المقدسة في العراق!
وبعد وقوع الفاجعة؛ اختارت المرجعية طريق التفاوض مع ابن سعود، فتوجه حفيد صاحب الفصول إليه، مع أن اختيار طريق التفاوض خطأ مع مَن عُرف منه الغدر ونكث العهود، ولا سيما إذا لم يكن التفاوض من موقع التهديد بالقوة، واقتصر على لغة الاستعطاف.
ثم إن المرجعية لم تجد من ابن سعود بعد التفاوض إلا المراوغة، فتارة يتنصل مما وقع ويعصبه برأس «البدو الجهلة» - على حد تعبيره - نافيا أن يكون الآمر به! وأخرى يجعله في رقبة «سفير إيران في الحجاز» وأنه كان المحرّض عليه لأنه كان بهائي الدين! وثالثة يدعي أنهم متبعون لا مبتدعون وأنه مستعد للنزول علی حکم علماء المسلمین من جمیع المذاهب بما فيها «المذهب الجعفري»! وهكذا تعددت ذرائعه وتضاربت لا لشيء سوى إطالة أمد المفاوضات حتى تنتهي إلى لا شيء وتسكن الفورة! وقد حقق مبتغاه وسكنت بالفعل! وصار البقيع قاعا صفصفا، وطال الأمد إلى ما يربو على قرن كامل! وطوَّقَ هذا العار كل شيعي يدب على الأرض منذ ذلك التاريخ المشؤوم إلى اليوم، بمن فيهم من تبوأ سدة المرجعية منهم! فلقد ظهر جليا أن طريق التفاوض - بلا حشد للقوة - لا يجدي، ومع ذلك لم تصدر بالتحشيد أو الجهاد فتوى! وتحوَّل ما حلَّ بالبقيع إلى مجرد ذكرى!
فوا عجبا لمرجعيتنا عجبا لا ينقضي! تفتي على (تبغ وتنباك) وتمتنع عن الفتوى على انتهاك أقدس المقدسات! ما دهاكم؟! أ تنتظرون أن يمر قرن آخر على هذه الفاجعة والداهية الكبرى؟!
محمد أبو سلطان
مدير المكتب
7 شوال 1445
16 أبريل نيسان 2024
صورة من البيان: