15 ذو الحجة 1445
أقدم حاكم طاجيكستان المدعو إمام علي رحمانوف على إصدار قرارات جائرة لمحاربة الإسلام والمظاهر الدينية، فبعد منع الصلاة وممارسة العبادة لمن هم دون 18 سنة وحلق لحى الرجال بالقوة من قبل رجال الشرطة في الشوارع؛ أصدر هذا الديكتاتور أخيرا قرارات في منتهى العجرفة منع بموجبها تسمية المواليد باسم (محمد) بوصفه اسما اجنبيا لا يتوافق مع الثقافة الوطنية! كما منع النساء كلية من ارتداء الحجاب بوصفه زيا دخيلا على البلاد! ومنع أيضا الاحتفال بالأعياد الإسلامية كعيدي الفطر والأضحى!
بعد إطلاع الشيخ الحبيب أدان سماحته بأشد العبارات هذه القرارات التي اعتبرها (إعلان حرب) على الإسلام وشعائره، مؤكدا أن هذه الحرب الظالمة محكومة بالفشل كما فشلت سابقاتها، فلقد أقدم أتاتورك وبهلوي على مثل هذه القرارات والإجراءات من قبل، ومع ذلك بقي الشعبان التركي والإيراني متمسكين بالهوية الإسلامية رغم كل حملات القتل والتعذيب والبطش والتنكيل، وعاد الحجاب أقوى مما كان، واستمر الناس يتشرفون بتسمية مواليدهم بأقدس الأسماء؛ اسم (محمد). والغريب أن رحمانوف لم يتعظ ممن سبقه وهو يعيش في وهم أنه يستطيع سلخ الهوية الإسلامية عن هذا البلد العريق في إسلامه وحبه لسيد المرسلين وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين!
وأضاف سماحته أن الطغاة قد يتمكنون لفترة من الفترات - بتسلطهم وتجبرهم - من تضييق الخناق على الشعوب المسلمة وإلجائها مضطرة للاستتار في شعائرها الإسلامية، إلا أن ذلك لا يدوم، فمصير الطغاة إلى النار، ومصير مخططاتهم إلى الفشل والزوال، ومصير الإسلام الحقيقي وشعائره إلى التجدد والظهور، فلم يكتب الله لأحد أن يتمكن من إطفاء نور محمد صلى الله عليه وآله وقطع ذكره واستئصال دينه، فلقد جاء في الأثر أن أبا سفيان لعنه الله استشعر الذل والصغار في نفسه بعد فتح مكة وقد خضع أكابر العرب لمحمد صلى الله عليه وآله وصاروا يجلسون تحت منبره وهو يخطب بهم في مسجده، فثار الحقد في صدر أبي سفيان وقال في نفسه: «يا محمد! قَدِرْتَ أن هذه الجماجم تذل لك حتى تعلو أعوادك هذه وتقول ما تقول! لئن أمكنني الله منك لأملأنَّ يثرب خيلا ورجلا ولأُعَفِّرَنَّ آثارك! فقطع النبي صلى الله عليه وآله خطبته ثم قال: يا أبا سفيان! أما في حياتي فلا؛ وأما بعدي فيتقدَّمُك من هو أشقى منك، ثم يكون منك ومن أهل بيتك ما تقول في نفسك، إلا أنك لا تطفئ نوري ولا تقطع ذكري ولا يدوم ذلك لكم، وليسلبنَّكم الله إياه، وليخلدنَّكم في النار».
وسخر سماحته من دعوى حاكم طاجيكستان من أن قراراته جاءت لمحاربة التطرف! منبها إلى أنها في حقيقة الأمر تولِّد التطرف وتعزِّزه، إذ تعطي للجماعات المتطرفة الذريعة لارتكاب جرائمها وجرِّ الشباب للعنف والإرهاب بعد انتشار الشعور العام بالاختناق الديني وأن النظام الحاكم يستهدف الإسلام وشعائره. ولو كان لهذا الحاكم الأخرق شيء من حكمة لسحب البساط من تحت أرجل هذه الجماعات بالحفاظ على المظاهر الدينية للشعب الطاجيكي المسلم حتى يعيش في سلام وأمان.
سماحته يدعو إلى فضح حاكم طاجيكستان في جميع المحافل، والعمل على مناصرة الشعب الطاجيكي المغلوب على أمره وتعزيز بث الوعي الديني هناك على أساس إسلام الثقلين؛ كتاب الله وعترة نبيه عليهم السلام. كما يوصي سماحته بالابتهال إلى الله العلي القدير أن يعجل بزوال جميع الطغاة والمستبدين الجاثمين على صدور شعوب هذه الأمة بظهور إمامها وقائدها الأوحد ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن المهدي صلوات الله وسلامه عليهما وعجل الله فرجه الشريف.
محمد أبو سلطان
مديـــــر المكتــــب
15 ذو الحجة 1445
22 يونيو حزيران 2024
صورة من البيان: