مواقف | موقف سماحة الشيخ الحبيب من حادث اغتيال حسن نصر الله

شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

24 ربيع الأول 1446

تلقى سماحة الشيخ ياسر الحبيب نبأ اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لما يسمى بحزب الله فكان الموقف هو ما يلي:

● الناس في مثل هذه الحوادث جانحون إما للإفراط أو التفريط، تحملهم مشاعرهم في الحب أو الكره على اتخاذ مواقفهم. أما المؤمن الرافضي فيحرص - ما أمكنه - على الاتزان، لا يتخذ موقفه طبقا لمشاعره؛ بل طبقا لدينه وعقله ونُبله.

● على الاتزان؛ لا يسمح لنا ديننا أن نسمي شهيدًا من انحرف ودان بولاية إمام جائر حمله على نشر البترية وإبداء الاحترام لقتلة وأعداء العترة الطاهرة صلوات الله عليهم، ثم عدا على مؤمنين بالفتك والتعذيب والقمع والتعدي، مغترًا ببسط يده وسلاحه، عامدًا إلى إجهاض الصحوة الإسلامية الرافضية في هذه الأمة. فمن يسميه شهيدًا؛ يترحم عليه أو يندبه؛ ليس منا.

● وعلى الاتزان؛ لا يسمح لنا عقلنا أن نتماهى مع أجندة العدو الصهيوني في تدمير معاقل المقاومة المتبقية في هذه الأمة - على هناتها - فيغدو الصهاينة بلا رادع، فإن في ذلك تهديدا لبيضة الإسلام وذكر محمد صلى الله عليه وآله. كما لا يسمح لنا نُبلنا أن نُهَلِّلَ فرحًا ونبارك للصهاينة ما فعلوا ويفعلون، أو أن نبدي ما قد يُفَسَّرُ على أنه نحو اصطفاف معهم، أو أن نهمل أنين الثكالى وصرخات اليتامى وإن كانوا من ذوي مَن نختلف معهم. فمن يشمت بمقتل حسن؛ يفرح أو يتصابى؛ ليس منا.

● المقاومة كمبدأ، هو ما لا نتراجع عنه. والمقاومة كوضع تنظيمي وأيديلوجي وتشكيلات وأحزاب وفصائل؛ هو ما ندعو إلى تقويمه وإصلاحه ليكون مرضيا عند الله تعالى وإمام العصر صلوات الله عليه، يتعجل لنا بذلك النصر، فــ «لو أن البترية صف واحد ما بين المشرق إلى المغرب ما أعزَّ الله بهم دينا. ولا دين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من الله، وما وَلَّتْ أمة أمرها رجلًا قط وفيهم من هو أعلم منه؛ إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالًا حتى يرجعوا إلى ما تركوا». كما قال نبينا وأئمتنا الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين.

● هذا درس وعظة لكل من اغتر واندفع مأخوذا بالخطب الرنانة والشعارات البراقة والاستعراضات والمزايدات، فلقد انكشف للكافة مدى هزال النظام البتري الخامنئي بجميع تنظيماته وأحزابه، وكيف أن العدو الصهيوني متغلغل فيه بعيونه وجواسيسه حتى أنه متمكن من تحديد إحداثيات رؤوسه بمنتهى الدقة، والإجهاز على كبار قادته بكل سهولة، ودَكِّ عواصمه ومربعاته الأمنية وأعقار دوره ومخازن أسلحته بأقل مؤونة. فيما ردوده المزعومة لا تعدو صواريخ ومسيرات لا تفعل شيئا سوى إضاءة السماء بما يشبه الألعاب النارية!

● ليس بالشعارات ولا الاستعراضات؛ ولا حتى بمجرد الصواريخ والمسيرات؛ يتحقق النصر. النصر إنما يتحقق بتصحيح العلاقة مع الله تعالى والمضي على هدي أوليائه الطاهرين صلوات الله عليهم. بالعودة إلى الرفض الأصيل الذي هو عنوان الإباء والمقاومة حقا لجميع الظالمين، سلفهم وخلفهم. بأن لا يُتخذ الدين آلة للدنيا والسلطان وتثبيت مرجعيات مزيفة وتوسيع نفوذ إقليمي.

● ليعلم الصهاينة وإخوانهم النواصب والمطبِّعين والخونة وأراذل هذه الأمة؛ أن الذين يجمعهم عقد الولاء لداحي باب خيبر صلوات الله عليه؛ مهما وقع بينهم من نزاع واختلاف؛ فإنهم حين النوازل التي تهدد وجود ومستقبل أمة محمد صلى الله عليه وآله؛ يُنَحُّون نزاعاتهم جانبًا ويتلاحمون صفًا واحدًا. فلا يفرحنَّ العدو بصولة، فإن لنا - بإذن الله - صولات وجولات. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ. وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ).

محمد أبو سلطان
مديـــــر المكتــــب

24 ربيع الأول 1446
28 سبتمبر أيلول 2024

صورة من البيان:



شارك الخبر على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp