2013 / 11 / 15
استنكر سماحة الشيخ الحبيب في خطابه البارحة (ليلة الوحشة 11 محرم 1434 هجرية) اعتقال الناشط المتشيع المصري عمرو إبراهيم وذلك إثر إقامة شعائر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) عند المقام المسمى باسمه في القاهرة. حيث تجمع الشيعة المصريون وشرعوا بندب الحسين (عليه السلام) فاعترضتهم عصابة من بقايا الجماعات الوهابية وأمسكت بالأخ الناشط عمرو إبراهيم، كما تواطأ الأمن المصري مع الجماعة الإرهابية وأغلقت المقام اليوم على غير العادة مع فتحه في أوقات الصلوات فقط، واعتقلت الأخ عمرو إبراهيم بعدما تسلمته من أيدي العصابة الإجرامية.
ويطالب الشيخ السلطات المصرية الإفراج فوراً عن الأخ عمرو إبراهيم، وإن لم يتحقق ذلك فإنه سيسخط الشيعة المصريين على النظام الحالي الذي يقول أنه أسقط نظام الإخوان لتوفير أجواء الحرية والديمقراطية للشعب المصري، فأين هي الحرية لشيعة مصر؟!
ونبّه الشيخ إلى أن ما صنعه هؤلاء الشيعة الكرام في مصر يُعتبر في المقاييس الرافضية فتحاً حسينياً، وذلك رغم ما قد يتمخض في طلائعه من المكاره. ونادى بأن يستمر الشيعة المصريون في التجمهر عند المقام وفي الساحات لإظهار الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) والبراءة من أعدائهم (عليهم اللعنة) مؤكدا على عدم التراجع عن ذلك إلى أن يتحقق نوع مقبول من المظاهر الشيعية في مصر أسوة بالمظاهر التي تبديها أي طائفة أو جماعة أخرى، فإن من حقوق الشيعة في مصر أن يمارسوا شعائرهم بظهور واضح وواجب الدولة أن تحميهم؛ لأنهم أولا وأخيراً مواطنون، فإذا تقاعست الدولة عن ذلك كان للشيعة الحق في أي يقوموا بكل جهد لحماية أنفسهم والحفاظ على حريتهم في ممارسة شعائرهم والتعبير عن معتقداتهم الدينية، وحينئدٍ يكون من المسوّق شرعاً وقانوناً أن يردع الشيعة بقايا الجماعات الوهابية الناصبية التي تتحرش بهم.
واستنكر الشيخ بشدة ما تناقلته وسائل الإعلام من أن بعض العناصر الوهابية أو السلفية قامت ”بإلقاء القبض“ على بعض الشخصيات الشيعية المتجمهرة عند مقام الحسين (عليه السلام) وتسليمهم للأمن، متسائلا: من يملك الحق بإلقاء القبض على أي شخص سوى الدولة؟! إنه ليس من تفسير لهذا الذي حصل سوى أنه نوع ”بلطجة“ غض الأمن المصري الطرف عنها حيث كان يجب عليه أن يعتقل من قام بهذا الفعل لأن إلقاء القبض على الأفراد هو اختصاص حصري لأجهزة الدولة، ولكن المثير للسخرية أن وسائل الإعلام نقلت أن الأمن المصري ”تسلّم“ المقبوض عليهم من السلفيين، وكأن السلفيين لهم صفة رسمية تسمح لهم بإعمال الضبط والإحضار! قال الشيخ أن هذا معناه تحول مصر من دولة مؤسسات وقانون إلى دولة ”بلطجة“ وشريعة غاب إن استمر الحال على ما هو عليه وهو ما لن يسمح به الشيعة الرافضة، إذ سيكون لهم موقف حازم في المستقبل القريب إذا استمر هذا التهاون من الأجهزة الأمنية في حمايتهم، وسيضطرون حينئذٍ إلى تولّي أمر حماية أنفسهم بأنفسهم وعندها سيندم الوهابيون لو مسّوا شعرة من أي شيعي يمشي على أرض الكنانة.
وفي هذا الصدد استذكر الشيخ خطبة أمير المؤمنين عليه السلام التي قالها قبل وقعة صفين: ”إن هؤلاء القوم لن ينيبوا إلى الحق ولا إلى كلمة سواء بيننا وبينهم حتى يرموا بالعساكر تتبعها العساكر، وحتى يردفوا بالكتائب تتبعها الكتائب، وحتى يجر ببلادهم الخميس تتبعها الخميس، وحتى تشن الغارات عليهم من كل فج عميق، وحتى يلقاهم قوم صدق صبر لا يزيدهم هلاك من هلك من قتلاهم وموتاهم في سبيل الله إلا جدا في طاعة الله.“ (المصدر: كتاب سُليْم بن قيس الهلالي - الصفحة 244)، وأكد الشيخ أن هذا الكلام من أمير المؤمنين (عليه السلام) يمثل الحل الناجع لإيقاف التحديات على شيعة أهل البيت الطاهرين (عليهم السلام).
وبهذه المناسبة وجّه سماحة الشيخ تحية إجلال وتبجيل إلى الشيعة المصريين على جرأتهم وموقفهم الشجاع الذي تمثّل بتحدي الإرهاب والتهديد بالخروج لإقامة شعائر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) عند مقامه الشريف في القاهرة، كما دعا سماحته شيعة العالم إلى الالتفاف والاصطفاف ونصرة إخوانهم الذين يقع عليهم الظلم.