أقامت هيئة خدام المهدي (عليه السلام) احتفالا بهيجا بمناسبة ذكرى ميلاد إمام العصر الخليفة الشرعي الثاني عشر الإمام المهدي (عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه الشريف) لسنة 1435 هجرية. وحضر الحفل الكريم سماحة الشيخ الحبيب وسماحة الشيخ محمد سيروس ومجموعة من الشعراء وجمع من المؤمنين.
ارتقى سماحة الشيخ المنصة وألقى كلمة المناسبة جاء مطلعها: ”نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام المولى صاحب الأمر وإلى السيد المرجع والأمة الرافضية بمناسبة ذكرى مولد بقية الله عليه السلام. إن شعارنا هو: النصر للرافضة قدر، وحين يظهر هذا الإمام عليه السلام فعلاوة على تخليصه البشرية من الظلم والظالمين فإنه سينشر الإسلام الحق حتى لا تبقى أرض إلا ورفعت فيها أعلامه“.
واستدل الشيخ على ذلك برواية من تفسير العياشي يرويها رفاعة بن موسى قال: ”سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا» قال: إذا قام القائم عليه السلام لا تبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله“. (المصدر: تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي - الجزء 1 - الصفحة 183).
وعلق الشيخ بقوله أنّ ما أجمل أن نرى العالم كله وقد أسلم ودخل فيه النور وهذا الإسلام العظيم! وستكون الشهادة المقدسة في كل أرض بشرطها وشروطها، ومن أهم شروطها إعلان البراءة من أعداء الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام)، وأوّلهم أبو بكر وعمر (لعنهما الله).
ثم استدل الشيخ على أن الإمام المهدي (عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه الشريف) يرسل ركبانا لإعلان البراءة من أبي بكر وعمر برواية يرويها الطبري الإمامي في ”دلائل الإمامة“: ”عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام)، قال: إنما سُمّي المهدي مهديا لأنه يهدي لأمر خفي، يهدي لما في صدور الناس، يبعث إلى الرجل فيقتله لا يدري في أي شيء قتله، ويبعث ثلاثة راكب، قال: هي بلغة غطفان ”ركبان“: أما راكب فيأخذ ما في أيدي أهل الذمة من رقيق المسلمين، فيعتقهم. وأما راكب فيظهر البراءة منهما - يغوث ويعوق - في أرض العرب. وراكب يخرج التوراة من مغارة بأنطاكية ، ويعطى حكم سليمان (عليه السلام). (المصدر: دلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري الإمامي - الصفحة 466).
ثم يعلق الشيخ بقوله: ”من هما يغوث ويعوق؟ فسرّها علماؤنا الأجلاء ومنهم المازندراني في مثالب النواصب، أن يغوث هو أبو بكر ويعوق هو عمر لعنهما الله“.
ثم استطرد سماحته بقوله أن هنالك خلل كبير في الأمة الإسلامية اليوم، حيث يتبع العامة قادة يهدون إلى النار، ولو أنها اتّبعت أئمة الهدى (عليهم السلام) لاكتسح الإسلام الصحيح العالم. إنّ إسلام أبي بكر وعمر وعائشة هو إسلام إرهابي ليس إسلام (النبي صلى الله عليه وآله). إنّ الإسلام الذي دخل الشيشان وحول الفرد فيها إلى إرهابي دموي هو إسلام أبي بكر وعمر وعائشة الذي هو إسلام الدم، فيجب إسقاطهم لإسقاط إسلامهم الدموي.
ثم وجّه سماحة الشيخ الأمة الرافضية لأن تكون مبادئها مستمدة من مبادئ الإمام المهدي (عليه السلام)، حيث قال: ”يجب علينا كشعب الإمام المهدي (عليه السلام) أن تكون مبادئنا هي مبادئه، التي منها ما نقوله في زيارته: وأنك حي لا تموت حتى تبطل الجبت والطاغوت“، ثم قال سماحته أنه جاء في الروايات الشريفة أنه ما من محجمة دم إلا وهي في عنق أبي بكر وعمر.
ثم طرح الشيخ قول بعض المناوئين القائلين أنه يجب الالتزام بالتقية فكلما تقارب هذا الأمر كان أشد للتقية، فردّ سماحته على ذلك بقوله أن هذا في مقام الإخبار بالغيب لا من باب الأمر، فإن الإمام (عليه السلام) لا يخرج حتى تمتلأ الأرض ظلما وجورا، فلِمَ لا يترك العامل بالتقية ”داعش“ تعيث كما تشاء حتى يظهر الإمام (عليه السلام)؟! أليس اليماني يخرج ويمهّد للظهور المبارك فلِمَ لا يكون عاملا بالتقية؟! إذن كيف يأمرننا بعض الجهلة بالعمل بالتقية؟!
ثم أضاف سماحته أن روايات في مدح تارك التقية في آخر الزمان كالرواية المروية عن الإمام الصادق (عليه السلام)، أنه قال:”... «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ» قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم (عليه السلام) فلا يدعون وترا لآل محمد إلا قتلوه (وفي بعض المصادر: أحرقوه)“. (المصدر: كتاب الكافي للشيخ الكليني - الجزء 8 - الصفحة 206).
فيعلق الشيخ أن الحرق تارة يكون ماديا وأخرى يكون حرقا معنويا، أي لا يبقون لهم ذكرا.
ثم أردف سماحته: ”القضاء على ”داعش“ لا يكون إلا بالقضاء أولا على جذورهم وهم أبي بكر وعمر وعائشة، فإن قضينا على ”داعش“ زماننا دون القضاء على جذورهم فسيأتي في زمان آخر ”داعش“ بصورة أخرى. يجب توعية المسلمين بإجرام أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة ودعوتهم إلى البراءة منهم. لو أننا قضينا على جذور الإرهاب فإنه لن يخرج لنا رجل من الشيشان إرهابي قاتل. أنا واثق بأننا نعيش الانتصارات في هذه الأيام، ولكن بشرط ألا ننسى مهمتنا الأولى وهي الانتصار لأئمتنا (عليهم السلام) ولا ينبغي أن يكون الانتصار لأنفسنا، فإن الحرب ليست حربا عسكرية فقط، بل هي حربا عقائدية أخلاقية بالأساس، ويجب أن يستشعر الجندي العراقي أنه يقاتل أذيال المجرمين الأوائل“.
ثم أوصى الشيخ المؤمنين الذين يقاتلون البغاة بأمور يجب أن يتحلوا بها لتمهيد الظهور المبارك، وهي:
1- الشجاعة، فإنها أول ما يتحلى بها أنصار الإمام المهدي (عليه السلام).
2- الصبر على اللقاء.
3- الإخلاص في الجهاد.
4- إيثار الآخرة على الدنيا.
5- نقاء السرائر من العيوب.
6- صحة العقول.
7- أن لا يهنوا عند اللقاء.
8- أن لا ينتظرون عند اللقاء.
ثم أكمل سماحته حديثه بقول الشيخ المفيد: ”حضرت مجلس رئيس من الرؤساء، فجرى كلام في الإمامة، فانتهى إلى القول في الغيبة. فقال صاحب المجلس: أليست الشيعة تروي عن جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه لو اجتمع للإمام عدة أهل بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا لوجب عليه الخروج بالسيف؟ فقلت: قد روي هذا الحديث. قال: أولسنا نعلم يقينا أن الشيعة في هذا الوقت أضاف عدة أهل بدر، فكيف يجوز للإمام الغيبة مع الرواية التي ذكرناها؟ فقلت له: إن الشيعة وإن كانت في وقتنا كثيرا عددها حتى تزيد على عدة أهل بدر أضعافا مضاعفة، فإن الجماعة التي (عدتهم عدة أهل بدر إذا اجتمعت)، فلم يسع الإمام التقية ووجب عليه الظهور. لم تجتمع في هذا الوقت، ولا حصلت في هذا الزمان بصفتها وشروطها. وذلك أنه يجب أن يكون هؤلاء القوم معلوم من حالهم الشجاعة، والصبر على اللقاء، والاخلاص في الجهاد، إيثار الآخرة على الدنيا، ونقاء السرائر من العيوب، وصحة العقول، وأنهم لا يهنون ولا ينتظرون عند اللقاء ويكون العلم من الله تعالى بعموم المصلحة في ظهورهم بالسيف. وليس كل الشيعة بهذه الصفة، ولو علم الله تعالى أن في جملتهم العدد المذكور على ما شرطناه لظهر الإمام (عليه السلام) لا محاله، ولم يغب بعد اجتماعهم طرفة عين، لكن المعلوم خلاف ما وصفناه، فلذلك ساغ للإمام الغيبة على ما ذكرناه“. (المصدر: رسائل في الغيبة - الجزء 3 - الصفحة 12).
ثم ختم الشيخ كلمته بالدعاء بأن يقر عيوننا جميعا بظهور الإمام صاحب الأمر (عليه السلام).