توالت البشائر السعيدة على ليلتين متتاليتين لظهور الشيخ الحبيب في البث الحي والمباشر، على شاشة قناتي فدك وصوت العترة (عليهم السلام)، حيث أظهر سبعة من المهتدين الجدد شهادة إيمانهم بإسلام آل محمد (صلوات الله عليهم) إعزازا لدين الله تعالى، بموالاة أولياءه والبراءة من أعدائه المحرّفين لدين خير البرية سيّد الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله)، وذلك بليلتيّ السبت والأربعاء، الموافقتين للعشرين والرابع والعشرين من شهر صفر لسنة 1435 هجرية.
ففي ليلة السبت جاءت مكالمتان من الأخوة المهتدين الكرام، الذين قرروا إشهار تشيّعهم على الهواء مباشرة أمام الملأ العام، وكانت أولى المكالمات من نصيب الأخ "أبو محمد" من محافظة الأقصر في مصر، حيث أفاد بأنه من المتعلّقين بشدة بحب أهل البيت الطاهرين (صلوات الله عليهم) والممتنّين كثيرا للشيخ الحبيب على طرحه المؤلّف للقلوب.
وحول سبب تشيّعه أضاف الأخ "أبو محمد" قائلا: بدأت رحلتي بعد أن قرأت أصنافا مختلفة من كتب الشيعة على جهاز الكمبيوتر، اعتبارا من سنة 2007، وبالواقع هذا هو حال كافة المتشيّعين من محافظات صعيد مصر الأخرى، لذا أتقدم لقناتكم المباركة باقتراحي هذا، وهو أن تسعوا لتنظيم تواصلنا في داخل البلد عبر حفظ أرقام اتصالنا ومن ثمّ جمعنا بعضنا ببعض".
وأردف أيضا: أتمنى أن أكون حاضرا معكم في مسيرتكم التي ستخرج غداً لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) في لندن، وللعلم فأني قد استفدت كثيرا من المشاة إلى زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، إذ قد صرت أمشي يومياً إلى عملي مسافة تقارب الخمس كيلومترات، أقضي وقتي فيها بلعن أبي بكر وعمر ومن سار على خطهما من جهة، وذكر الإمام الحسين من جهة أخرى، ويا أسفي على أؤلئك الذين هم عندنا ويرجعون بنسبهم إلى الأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم) لكنهم اليوم باقين على موالاة أعداءهم.
واستطرد بالقول: لقد عشت عشرين عاماً مع الصوفية ولكني لم أعرف أهل البيت عليهم السلام إلا بعد أن سمعت مقاماتهم العالية من قبل الخطيب الحسيني الشيخ عبد الحميد المهاجر، وعلى أي حال فأني دائم الدعاء لكم ولآية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (حفظه الله) في كل صباح، حيث أسأل الله أن يحفظكم ويحميكم من النواصب.
أما الأخت "أم بتول" وهي أندونيسية متزوجة من حجازي مقيم في مكة، ووالدة الطفلة التي أعلنت رفضها لطغاة السقيفة والخائننتين "عائشة وحفصة" في الأسبوع السابق، فقد كانت صاحبة الاتصال الثاني بالبرنامج، لتفيد بأنها كانت في الماضي تكره الشيخ الحبيب، قبل أن يأتيها فضل جهود بعض علماء شيعة أهل البيت الآخرين ومنهم الشيخ عبد الحميد المهاجر بجذبها إلى التشيّع، فاستماعها فيما بعد إلى محاضرات الشيخ الحبيب حتى بان لها صدقه وإخلاص نيّته بكافة جهوده المبذولة لتنوير أبناء هذه الأمّة واستنقاذهم من الولوج في النار.
وسألت الأخت الكريمة من الشيخ الحبيب أن يسامحها ويبرئها الذمة على ما أساءت به في حقه، فأبرئها سماحته الذمة، قبل أن تكمل قائلة: "بعد أن دخلتُ في التشيّع حاول معي زوجي لإخراجي منه، ولكني لم أقتنع، ثم بعد تواصل النقاش معه أذعن هو للحق فتشيّع إثر ذلك، فوفقكم الله ونصركم وحماكم لنصرة حق الزهراء (عليها السلام)، ونسألكم الدعاء لنا لزيارة كربلاء وأن يثبتنا الله على الإيمان والهدى، ويوفقنا لهداية أهلنها الذين ما زالوا مخالفين".
وبختام مكالمتها قالت الأخت الكريمة: لقد كان زوجي بالأمس يراكم كفارا، إلا أنه الآن وبحمد الله تعالى هو وأولادي من أهل الإيمان، لكن صار أهلنا الذين هم على ضلال يحاربوننا ويرونا كفارا، ولذا صرنا اليوم نشعر ببعض ما تشعرون به من الأذى والتحمّل في سبيل إعلاء كلمة الحق.
وفي ليلة الأربعاء تلقى البرنامج الخاص بإجابة الأسئلة من قبل الشيخ الحبيب خمس اتصالات لإعلان التشيّع، حملت في طيّاتها بشائر الأمل بمستقبلٍ زاهر للتشيّع في بلدان أصحابها.
فمن تونس كان الأخ "زين العابدين" أول المتصلين بالبرنامج، ليتحدث قائلا: “لم أكن أتصوّر يوما ما بأني سأصبح شيعيا، لما كنت أسمعه عن الشيعة من أقوال تشير بأنهم مشركون، ويقولون بتحريف القرآن، ويعبدون القبور، إلى آخر ذلك من الترّهات التي لم تمنعني من سماع كلام الشيعة، خصوصا أنه يوجد الكثير منهم في مدينتنا ولذا تواصلت معهم لأتثبت من صحة هذه الأقوال، فأثارني الكلام عن حديث الثقلين وفق النص الذي جاء بسنن الترمذي ومصادر أخرى بألفاظ مشابهة، والتأكد من أن الحديث باللفظ الآخر الذي فيه (وسنتي) هو حديث موضوع بمقابل هذا الحديث المتواتر الواضح، كما أثارني أيضا مسألة عدم سماعنا بكون عائشة قد حاربت الإمام علي (عليه السلام) وأنها منعت الإمام الحسن (عليه السلام) من أن يدفن بجوار جده (صلى الله عليه وآله)، بالإضافة لحديث رسول الله عن عمار (تقتله الفئة الباغية) والذي أسقط معاوية من عيني.”
وأكمل الأخ زين العابدين تفاصيل رحلته قائلا: "وحينما سألت مشايخ البكرية عن سبب كتمان التحدث بهذه الأحاديث والروايات أثار دهشتي منهم نهيهم لي عن السؤال، وتنفّرهم منه، فسؤالي لهم الآن: لماذا تصرون على إخفاء هذه الأحاديث الصحيحة مع تمسككم بما جاء في اللفظ الموضوع (كتاب الله وسنتي) دون تثبّتٍ منكم حول صحته؟، لماذا تعملون على بث ذلك لنا بالمناهج الدراسية وترددونه علينا في خطب الجمعة؟"
فعقّب الشيخ الحبيب على حديثه قائلا: "لأنهم لا يريدون الناس أن تتشيّع، كما لا يريد اليهود للناس أن يسلموا، فغيّروا لفظة المحمود الواردة في كتبهم إلى لفظة باركليتوس"
وفي ختام مكالمته أضاف الأخ الكريم: لديّ الآن شعوران، الأول هو أني متشتت الذهن بعد تشيّعي، لملامة الناس لي، والثاني هو فرحي بما أنا عليه باتباعي لأهل البيت (عليهم السلام) الذين أوصانا الله بهم للابتعاد عن الفرقة والاختلاف.
تلا ذلك اتصال الأخت "أم مسبّح" من القاهرة لتثري البرنامج بأشعارٍ ولائية أنشأتها، قبل أن تخبر بأن إنشائها لتلك القصائد قد جاء لتشويق الشيخ الحبيب لها بزيارة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة، ملتمسة من سماحته أن يدعو لإبنة الأخت المؤمنة – التي كانت السبب في هدايتها – بالذرية الصالحة، فدعا الشيخ الحبيب لهما بأن توفقان معا لزيارة العتبات المقدسة في مكة والمدينة وزيارة الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وأن يقضي الله حوائجهما.
أما ثالث الاتصالات بهذه الليلة فقد جاءت من الأخ "أحمد" وهو جزائري مقيم بالسويد، والذي أفاد بأنه متشيّع منذ عشر سنوات إلا أنه لم يكن يسير على منهج البراءة التامة من أعداء الله، قبل أن يبدي إعجابه بجرأة الشيخ الحبيب في نقل الحقائق للناس بأوضح صورة توقظ الضمائر، خاتما حديثه بالصلاة على محمد وآل محمد.
ومن مكة المكرمة جاء الاتصال الرابع من الأخ "أبو هاني الشريف"، والذي أفاد بأنه بدأ البحث منذ سنتين، بعد أن استوقفته إساءة الفرقة البكرية باعتقاداتها لله (عز وجل) ولرسوله (صلى الله عليه وآله) بما يضاهي اليهود أو ما يزيد عنه، مؤكدا بأنه كان يحمل كراهية شديدة للشيعة لكنه تغيّر تماما بعدما اكتشف كونه سائرا على عقيدة الباطل.
أما خاتمة الاتصالات في هذه الليلة فقد جائت من الأخ محمد مجاهد (أبو بتول)، والذي سبقته ابنته وزوجته الأندونيسية بإعلان تشيعهما بالبرنامج ولكن لسوء الحظ انقطع الاتصال به قبل أن يلقنه الشيخ الحبيب شهادة الإسلام الرافضي الأصيل، في وقتٍ سابق.
واكتفى الأخ (أبو بتول) بتقديم طلبه للشيخ الحبيب بأن يدعو أحد المشايخ لإعادة إلقاء سلسلة (كيف زيف الإسلام؟) و(إكذوبة عدالة الصحابة) باللغة الأندونيسية، نظرا لكثرة المخدوعين في هذه البلاد بالإسلام المزيّف الذي جاء به أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وأضرابهم ممن يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون.
من جهته لقـّن الشيخ الحبيب جميع الأخوة المهتدين شهادة الإسلام وفق ركني الولاية والبراءة، داعيا لهم بالتوفيق للثبات على الدين الحق، عبر التمسك بالعروة الوثقى إلى أن يرزقهم الله شفاعة الإمام الحسين وأخيه وجدّه وأمّه وأبيه والتسعة المعصومين من ذريته وبنيه (صلوات الله عليهم) في يوم القيامة لينعموا بدخول جنات النعيم.