18 شهر رمضان 1438
بسم الله الرحمن الرحيم
نتقدم إلى ساحة القداسة ولي أمر المسلمين والخليفة الشرعي الثاني عشر الإمام المهدي عليه السلام وعجّل الله تعالى فرجه الشريف بأصدق التعازي وأحرها بمناسبة ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام، ولعنة الله على قتلته لا سيما عبد الرحمن بن ملجم المرادي.
روي أنّ الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام لما أراد الخروج من بيته في الصبيحة التي ضُرِبَ فيها خرج إلى صحن الدار استقبلته الإوز فصحن في وجهه فجعلوا يطردوهن، فقال: دعوهن فإنّهن صوايح تتبعها نوايح، ثم خرج فأصيب، صلوات الله وسلامه عليه.
وخرج الإمام صلوات الله وسلامه عليه وصلى بالناس، فبينما هو ساجد ضربه اللعين ابن ملجم على رأسه بالسيف فصاح الإمام صلوات الله وسلامه عليه: فزت ورب الكعبة.
وروي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن تحدّث عن شهر رمضان وشرفه وثواب الطاعة فيه بكى. قال له أمير المؤمنين: يا رسول الله ما يبكيك؟ قال: يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك، وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين، شقيق عاقر ناقة صالح فيضربك ضربة على مفرق رأسك، ويشقه نصفين ويخضّب لحيتك من دم رأسك. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ فقال صلى الله عليه وآله: في سلامة دينك؛ ثم قال صلى الله عليه وآله: يا علي من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني، لأنّك مني كنفسي، وروحك من روحي وطينتك من طينتي، وإنّ الله عز وجل خلقني وإياك واصطفاني وإياك، واختارني للنبوة واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي، يا علي أنت وصيي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي، أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية انك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته على عباده.
عظم الله أجوركم.