بعد أكثر من ألف سنة من الخفاء، تم العثور على كنز علمي لا يقدر بثمن، من المقدَّر أن يشعل جدلًا واسعًا في الأوساط الفكرية.
هذا الكنز هو أحد أعظم مؤلفات زعيم علماء المسلمين الشيخ المفيد رحمه الله، والذي ظل مفقودًا طوال هذه القرون.
إنه كتاب "الكافئة في إبطال توبة الخاطئة"، الذي خصّصه الشيخ الجليل لدحض محاولات تبرئة عدوة الله عائشة بنت أبي بكر وأصحابِها أصحابِ الجمل، ورد مزاعمهم بالتوبة عن بغيهم وجرائمهم الكبرى.
كان هذا الكتاب في السابق يُعتبر من المفقودات الكبرى في إرث الشيخ المفيد، حيث لم يصل إلى أيدي الباحثين سوى شذرات قليلة منقولة عنه في بعض المصادر المتأخرة عنه، طُبعت هذه الشذرات سابقًا في كراس صغير الحجم لم تتجاوز صفحاته 60 صفحة فقط. ومع ذلك، جاءت المفاجأة الكبرى حينما تم اكتشاف المخطوطات الأصلية الكاملة للكتاب، والتي كشفت عن حجمه الحقيقي الأضخم من ذلك بكثير، والذي ظهر لنا على يد الشيخ ياسر الحبيب الذي تولى مُهمة تحقيق هذا الكنز العلمي، ليصل إلى 360 صفحة، مليئة بالروايات والآثار والاحتجاجات الجديدة التي لم تكن معروفة من قبل، فضلاً عن بيان علمي عميق يُبهر القارئ بقوة الشيخ المفيد وقدرته على دحض كل حجج الطائفة البكرية وأتباع أم الجمل لعنها الله.
الشيخ المفيد، بأسلوبه الجريء ولغته الواضحة، أثبت في هذا الكتاب كفر عائشة وأصحابها، واستحقاقهم اللعن والخلود في النار ووجوب البراءة منهم، وهو ما يضع الطائفة البكرية في حالة من الهيجان، فيما يضع أختها الطائفة البترية في حالة من القلق والحرج والارتباك.
هذا الاكتشاف يفضح محاولات التستر على هذه الحقائق، ويؤكد أن السيرة الأصيلة لعلماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام كانت قائمة على الجهر بالحق والرفض الصريح للظالمين منذ أيام شيخنا المفيد، تمامًا كما هو الحال في امتدادها المعاصر الذي تفجّر على يد شيخنا الحبيب.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا اختفى هذا الكتاب طوال ألف عام؟
في مقدمة تحقيقه، كشف الشيخ الحبيب أن أحد تلامذته القدماء هو من بشره بالعثور على المخطوطتين في ظروف غامضة، كما أشار إلى احتمال أن يكون هذا الإخفاء الطويل متعمداً بسبب لغة الكتاب الرافضية الجريئة التي لا تهادن في بيان الحق.
الكتاب طُبع الآن بحلة قشيبة وصلت اليوم إلى أرض فدك الصغرى، في حدث يحق للعالم الإسلامي أن يحتفل به كأحد إنجازات التحقيق العلمي في العصر الحديث. ويأتي ذلك بعد أن انقطع الشيخ الحبيب عن الحضور العام في اتحاد خدام المهدي عليه السلام، حيث آثر التفرغ للتحقيق والتأليف، في انتظار رفع العلم الاتحادي في الوطن المهدوي الجديد إن شاء الله. وثمة حديث يدور في مكتب سماحته عن كتاب آخر له قيد التأليف يُقال إن عدد صفحاته يتجاوز ألف صفحة، ما يشير إلى أن القادم يحمل مفاجآت أكثر، وأن هناك زلزلة فكرية جديدة قريبا بعد زلزلة صدور كتاب الكافئة.
ولمن يريد أن يكون من أوائل الحاصلين على هذا الكنز العلمي الفريد لشيخ الطائفة المفيد، يمكن طلب الكتاب ليصله بريدياً عبر الاتصال باللجنة المركزية للتواصل في اتحاد خدام المهدي عليه السلام، على الأرقام التالية: