بسم الله الرحمن الرحيم,والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا ومولانا وحبيب قلوبنا محمد وعلى أل بيته الطيبين الطاهرين,واللعنة الدائمة على أعدائهم إلى يوم الدين.
السلام عليكم شيخنا وحبيب قلوبنا سماحة الشيخ ياسر الحبيب,وعلى كل خدّام هذا الموقع المبارك.
لقد أرسلت لكم رسالتي كثيراً وما زلتم لا تكترثون إلى رسالتي,وما أظن بأن شيخنا الكريم يقبل بهذا الأمر,علماً بأن رسالتي الكبيرة كانت من أهم الرسائل التي تتعلق بمذهبنا الشيعي المبارك.وكنا بإنتظار ردّ الشيخ الكريم علينا ولكننا لم نجد أي رد.
ولكي لا أكرر رسالتي الكبيرة,سأختصر على قدر ما أستطيع.
أنا من مقلدي سماحة السيد علي الخامنئي دام ظله,وأنا أيضاً جندي من جنود حزب الله هنا في الجنوب اللبناني,وسؤالي كان دائماً لماذا هذا التهجم على سماحة السيد علي الخامنئي وعلى سماحة السيد حسن نصرالله(الأمين العام لحزب الله),دائماً يا شيخنا الكريم تهاجموننا وتسمّون حزبنا بحزب الشيطان!! ونحن من مذهب واحد,ونؤمن بأن علياً هو أمير المؤمنين وأولاده هم حجج الله,ونؤمن بأن فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والأخرين,ونؤمن بالأئمة الإثني عشر من أمير المؤمنين علي إلى خاتمهم محمد ابن الحسن المهدي(عج),,ونحن نتبارك دائماً في كل صباح ومساء بلعن أعداء محمد وأله الطاهرين,وبلسان عربي فصيح نلعن أبا بكر ونلعن عمر ونلعن عثمان ونلعن عائشة ونلعن حفصة ونلعن جميع أعداء أل محمد(ص),,فكيف يا شيخنا الكريم تلعننا وتشتمنا وتنسبنا إلى حزب الشيطان!,كيف يا شيخنا الكريم ويا حبيب قلوبنا تقوم بوصفنا بهذا الأسلوب؟
يعلم الله يا شيخنا أننا من عشاق رؤية وجهك الكريم وأننا من عشاق كلامك العذب,وأنك أنت مُبرّد قلوبنا,فلقد أسميناك المختار الثقفي لأنك الوحيد الذي يلعن أعداء أل البيت علناً وعلى المنابر ويبيّن حقائقهم الملعونة.
أنت تعلم يا شيخنا جيداً أننا نعشق لعن أعداء أل البيت علناً وعلى المنابر,ولكننا لا نستطيع لأنك تعلم بأننا حزبٌ يحتاج إلى دعم جميع الناس,
نحن نعلم بأن دعمنا هو الله ورسوله وأل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم,ولكن نحن أيضاً لا نلعن أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة حرصاً على مذهبنا الشيعي الجعفري,,لأننا نظن أنه بالحوار والمناقشة نجد فعالية أكبر وأنسب,تماماً مثل مناظرة السيد محمد الموسوي الشيرازي في كتاب(ليالي بيشاور)
لربما كان خلافكم مع السيد علي الخامنئي دام ظله هي قضية اختطاف جثة الإمام الراحل محمد الشيرازي(قده) من قبل الحرس الثوري,ما هو دليلكم على هذا الأمر يا شيخنا الكريم؟علماً بأنكم أجبتم على هذه المسألة,ولكن لم يتضح لنا الأمر كثيراً.
وهل هذا سببٌ مقنع لأن تنسبنا إلى حزب الشيطان؟
رأيت منك يا شيخنا الكريم تناقض كبير,,فتارة تفتخر بنا أمام المخالفون برسالتك لهم التي هي موجودة على جميع المواقع لا سيما موقع اليوتيوب,عندما قلت لهم: انظروا إلى فلسطين دائماً هم منهزمون ودائمنا يُقتَلون لأنهم يوالون عمر,,وانظروا إلى جنوب لبنان كيف يحقق الإنتصار تلو الإنتصار لأنهم يوالون أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب(ع),,وتارةً تلعننا وتشتمنا,فما هذا التناقض يا شيخنا الكريم.
عذراً يا شيخنا الكريم إذا كان في كلامي أي تجريح,ويعلم الله أننا نحبك ونفتخر بك دائماً,,حتى لو لعنتنا يا شيخنا سنظل نحبك,حتى لو شتمتنا يا شيخنا سنظل نحبك,حتى لو أسميتنا حزب الشيطان سنبقى نحبك وسنبقى نفتخر بك وستبقى في أعيننا المختار الثقفي لهذا الزمان.
ويعلم الله يا شيخنا أن رسالتي هذه هي من حرقة قلبٍ لطالما أردت من فمك الشريف كلاماً يبرّدها,فأنت تظلمنا يا شيخنا ويا نور عيوننا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى أله الطيبين الطاهرين.
جبريل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ نعتذر عن التأخر في الرد على رسالتكم نتيجة الكم الهائل من الرسائل الواردة إلينا، ونتيجة المسؤوليات الأخرى الملقاة على عاتق المكتب، فيُرجى تقبل اعتذارنا إليكم والعذر عند كرام الناس مقبول.
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته باسم الشيخ وخدام المهدي عليه السلام.
يحييكم الشيخ الحبيب ويشكركم أيها الكريم على مشاعركم الطيبة تجاهه ويسأل الله أن يجعلك محبوبا عند أهل السماء والارض وأن يوفقك لجوامع الخير في الدنيا والآخرة.
ـ من يتحمل مسؤولية كل ما يجري من الرجال الموظفين لدى الدولة من تقصير أو تجاوزات هو الحاكم وليس من دين أو عقل يعفيانه من المسؤولية
في واحدة من معارك أمير المؤمنين عليه السلام أجهضت امرأة حملها بسبب هلعها من صوت قعقعة سلاح الجنود الذين "لم يتعمدوا إخافتها" ولكنّ صوت قعقعة السلاح يصدر رغما عنهم بشكل تلقائي ومع هذا أمير المؤمنين عليه السلام اعتبر نفسه مسؤولا عن ذلك ودفع للمرأة دية الجنين.
ولكن بعض من لا يخافون الله بكل بساطة يُخلون خامنئي من المسؤولية عن كل ما يقع تحت ظل سلطته؟ لماذا لم يحضر المسؤولين ويحاسبهم في محاكمة علنية إذ الامر ليس متعلقا برجل عادي! انه احد نواب الامام عليه السلام العدول الابرار كما يدعي ويدعى له! لو كان خامنئي رجلا عادلا بريئا لا علم له بما جرى ولم يقع بأمره ما وقع لاستقال واعتزل احتجاجا منه على إقدام زبانيته على تلك الجريمة النكراء.
فنرجوا أن يحترم أولائك الذين طبع الله على قلوبهم عقولهم وعقول الناس ويكفوا عن تخيل عالم افتراضي فيه أشباح تأتي للساحة وتمارس العبث والاجرام ثم تختفي!
نقول لهم إذاً لا تقوموا بتحميل أبي بكر مسؤولية الهجوم على دار الزهراء ولا تُحمّلوا يزيد مسؤولية قتل الحسين عليه السلام كما يفعل يتامى بني امية اليوم الذين يرمون الجريمة برأس عبيدالله بن زياد وعمر بن سعد ويبرؤون يزيدا!
الشيخ الحبيب حسب كلامه في بعض محاضراته صرح أنّ سماحته يعرف عددا من المؤمنين الذين تعرضوا للاضطهاد على يد ذلك النظام الفاشي. أما من بيت المجدد الشيرازي فمن جواب سابق للشيخ :
"سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي (دام ظله) هو الذي اعتُقل ظلما وعُذِّب لأكثر من عام في السجون، مع أخيه سماحة العلامة الحجة الفاضل السيد مهدي الشيرازي دام مجده، وعدد من علماء الدين"
هنا تجدون جوابا مفصلا موثقا حول ما تعرض له الامام الراحل المجدد الثاني السيد محمد الشيرازي "قدس سره"
يأتيك من لا يخفون الله ليقولوا تلك صور مفبركة فنقول لهم إن كانت الصور مفبركة فهل موضع الدفن الذي يجعل من القبر الشريف موطئا للأقدام مفبرك أيضاً؟
سؤالنا هل السيد المرجع نفى هذه الظلامات؟
هذا أمر عجيب بالفعل, الهذا المستوى من الانحدار في القيم وصل الحال بالأمة؟
الشيء الثابت المشتهر لا يحتاج تثبيتا وإنما يحتاج نفياً وحيث أنه لم يصدر نفي من السيد المرجع او أي من أبناء السيد الشيرازي واهل بيته فيكون هذا إقرارا بصحة وصدق ما نشرته وسائل الاعلام آنذاك وغيرها، كيف وقد صدر لاحقا بيان من أسرة المرجع الراحل بعد جريمة (الثلاثاء الأسود) حيث قام جلاوزة خامنئي بالاعتداء على العلويات الطاهرات من بيت المرجع الراحل. حينها صدر بيان صريح من أسرة المرجع الراحل أكدوا فيه ظلامة أبيهم المرجع، وتجدون هذا البيان هنا:
وقد جاء في هذا البيان ما يؤكد قضية اختطاف جثمان الإمام الراحل: "كما أننا نذكر الجهات المسئولة بأنّ بيت المرجع الراحل لم يكن يريد دفن الإمام الشيرازي في حرم السيدة المعصومة سلام الله عليها، عملاً بوصيته بأن يدفن في منزله ليتمّ نقله الى كربلاء المقدسة ليدفن في حرم الإمام الحسين سلام الله عليه في مقبرة الشيرازي حينما تكون الظروف مناسبة، لكن بعض الجهات اختطفت جثمانه الطاهر حين التشييع ودفنته حيث مرقده الآن، وعليهم أن يتحملوا ما اقترفوه، ولذا نطالب أن يتمّ وضع صندوق على قبره الشريف أسوة بالمراجع المدفونين في الحرم الشريف."
فماذا تريد يا أخي الكريم دليلا أكبر من هذا؟!
تلك واحدة من جرائم ذلك النظام التي لا يتسع المجال لحصرها في هذه السطور ولكن ابحثوا أكثر متوكلين على الله تعالى لتنكشف لكم مزيد من الحقائق وسترون الوجه القبيح لذلك النظام الفاشي على حقيقته
إبحثوا حول ما يتعلق بظلامات آية الله العظمى السيد شريعتمداري وآية الله العظمى السيد حسن القمي قد سرهما وآية الله العظمى الشيخ يعقوب الرستكاري وغيرهم من العلماء والابرياء .
هنا نرشدكم لبعض الإجابات المتعلقة بسؤالكم (هنا) و (هنا) و (هنا) و (هنا)
مهما عرضنا من أدلة فمن يريد اتباع الهوى يصر على الانكار فخبر اعتقال آية الله العظمى الرستكاري على الرغم من بثه عبر وكالات الأنباء إلا أنّ طائفة واسعة من الناس المفتونين بذلك النظام يصرون على أنها عنز ولو طارت! (هنا)
قد اعترف بخبر اعتقال ذلك المرجع المظلوم متباهيا به رجل من اولياء ذلك النظام وهو المدعو حس الصفار.
يقول في كتابه الحوار والتقارب : "حصل هذا العام أنّ عالماً في قم هو الشيخ يعقوب رستكاري طبع كتاباً فيه إساءة للشيخين فاعتقلته الحكومة الإيرانية , وصادرت كتابه , وحاسبت جهة النشر وبثت الخبر وكالات الأنباء كما نشرته أكثر من صحيفة"
(الحوار والتقارب المذهبي في المشهد السعودي , مكاشفات الشيخ حسن الصفار أنموذجاً , د. عبد العزيز قاسم , ص123 , المذهب والوطن , حسن الصفّار , ص107-108)
ـ الشيخ الحبيب يفرّق بين رجال الحزب من الشباب المقاوم وبين قياداته.
إنحراف القيادات لا ينفي أنّ الشباب المتطوع في الحزب على قدر من الشجاعة والبسالة يجدر التنويه به. وقد برهن أولائك الشبان على أنّ الشيعة لديهم من الجرأة وقوة البأس ما يتمكنون به من أن يكونوا سادة أنفسهم فهم يملكون وقودا لا تملكه أي طائفة أوحزب. يملكون قيم كربلاء الفداء والحسين الشهيد عليه السلام.
تلك القيم التي تذكي فيهم نار الثورة على الظلم والظالمين في كل العصور لا فقط على الاستعمار والصهاينة, وتبث على الدوام فيهم روح العزة والإباء بحيث استطاعوا أن يرغموا أنف بني صهيون الذين يملكون واحدة من أكبر الترسانات الحربية في العالم اليوم.
فلماذا نخضع للأضعف؟
ما قيمة البكريين لكي نخشاهم ونطأطيء لهم الرؤوس فيخرج خامنئي منتحل الفقاهة ليحرم سب رموزهم القذرة ويدعو الى التقارب والوحدة معهم على حساب جراحات ائمتنا الاطهار عليهم السلام؟ كيف نرضى لأنفسنا أن نبدي العداء لظالمنا المباشر (الصهاينة) بينما نسالم ونهادن ظلمة أئمتنا عليهم السلام ونكف عن ثلبهم وفضحهم وإبداء العداء لهم والنيل منهم والحال أنّ أنصارهم أضعف بكثير جدا من العدو الصهيوني. اصلا هؤلاء ودويلاتهم مجرد دمى في يد الصهاينة
فكيف تخشون من الأضعف وتحسبون له حسابا بينما لا تبالون بمواجهة الأقوى؟
لا تتقون من الأقوى وتمارسون التقية مع الأضعف؟
فقولكم يا اخي أنّكم تمارسون التقية مع ابناء ما يسمى الطائفة البكرية أمر مثير للاستهجان والسخرية من قبل الاخرين لو تأملت جيدا ايها الكريم
الأمر الاخر هو أنّ الشعوب البكرية في الواقع وحكوماتها فعلت بالشيعة من الجرائم أضعاف ما فعلته إسرائيل ودونكم البحرين شاهدا وقبور أئمتنا عليهم السلام المهدمة في البقيع الغرقد..
لم نرَ الشعوب البكرية المليارية خرجت في مظاهرات حاشدة تنديدا بالظلم الواقع على شيعة البحرين؟ بل قسم كبير منهم راضٍ عن ذلك ويباركه ومشايخ السوء البكريين البارزين عندهم كقرضاوي يدعمون تلك التحركات ضد الشيعة المظلومين في البحرين.
لا يا اخي ليست القضية كما تقول فما يسمى حسن نصر الله هو وزعيمه يعلمان جيدا أنّ ما يفعلانه ليس من التقية في شيء ويعلمان أنهما يدوسان على جراح آل محمد بدون مسوغ شرعي في سبيل مصالح سياسية وصراعات إقليمية متشابكة وتحالفات استراتيجية مع حماس وسوريا.
الحكومة الايرانية تخال أنّها بخذلانها لآل محمد الطاهرين عليهم السلام والاستقواء بأولياء ابي بكر في فلسطين وسوريا واستجلاب مودتهم ومداهنتهم سوف تثبت عرشها المتضعضع وتكون في منعة من موجات التغيير التي تجتاح المنطقة بين حين وآخر بضغط من الشعوب وباستجابة لمطالب تلك الشعوب من الغرب القوي المهيمن وذلك وفق معادلات إقليمية معينة.
خاب من نشد العزة والمنعة بعيدا عن نصرة محمد وآله الطاهرين وفضح أعدائهم وظلمتهم. لا يجد للعزة والرفعة طريقا من يخذل آل محمد عليهم السلام ويهادن ظلمتهم.
الشيخ الحبيب لسان حاله هو لسان حال الزهراء عليها السلام حين خاطبت الانصار الذين خذلوها
(وأنتم بمرأى مني ومسمع ومنتدى ومجمع تلبسكم الدعوة وتشملكم الخبرة وأنتم ذوو العدد والعدة والأداة والقوة وعندكم السلاح والجنة توافيكم الدعوة فلا تجيبون وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون)
هذا ما قصده الشيخ. الشيعة لا ينقصهم شيء فعندهم السلاح والرجال والخبرة والقوة والشجاعة فلماذا يخذلون آل بيت نبيهم ويطأطئون رؤسهم للاضعف كما فعل الانصار الذين قاتلوا قريشا صاحبة العدة والعتاد ثم جبُنوا عن مواجهة شرذمة وعصابات مسلحة جاء بها لصيقان هما الطاغوت الاول والطاغوت الثاني لعنهما الله.
ما الذي ينقصكم لتنتصروا للزهراء سيدة النساء عليها السلام وتنشروا منهج البراء من اعدائها وظلمتها وتسقطوهم وتفضحوهم وتفرضوا على هؤلاء الحثالة الحفنة الشرذمة من الطائفة البكرية احترام مشاعركم والكف عن الترضي على أعداء آل محمد الطاهرين ومدحهم على الملأ وجرح مشاعركم بينما هم لا يسمحون بأن نلعن اعداء آل محمد على الملاء وتثور ثائرتهم من اجل اولائك الحثالة المجرمين الاوغاد.
الان ما يكون موقفكم لو أنّ احدا قال لكم كفوا عن النيل من الصهاينة ووصفهم بالمجرمين القتلة ولعنهم احتراما لمشاعر بعض الاحزاب التي تواليهم أو خوفا من الفتنة على حد تعبيركم, هل تقبلون؟ فلماذا تقبلون احترام مشاعر من يوالي ظلمة آل محمد الذين هم أولى بإبداء الاحترام لمشاعر الشيعة والكف عن تعظيم ظلمة آل رسول الله والترضي عنهم؟
هل عداؤكم للصهاينة اكبر واعظم من العداء لأبي بكر وعمر عليهما اللعنة؟ هل من ظلمكم هو اعظم جرما ممن ظلم محمدا وآله الطاهرين؟
فإذاً ما قاله الشيخ كان تشخيص واقع من باب التحسر على خذلان هذه الأمة التعيسة لآل بيت نبيها كما صنعت الزهراء عليها السلام في خطابها للانصار الذين خذلوها فباءوا بسوء العاقبة والخسران فحذارِ حذارِ أن تكون عاقبتكم هي عاقبتهم فلا زالت الزهراء تستصرخنا وما من مجيب.
لا تتركوا الأمة مخدوعة بمن يقول لهم أن منهج الشيخ ليس منهج آل محمد واجهدوا في نشر هذه السلسلة التي برهن الشيخ فيها على أنّ منهجه منسجم مع منهج الطيبين الطاهرين عليهم السلام.
ـ لا نتذكر أنّ الشيخ الحبيب وصف حزبكم بقوله حزب الشيطان حسب علمنا وإنما السيد الاستاذ حفظه الله سماحة آية الله المعظم السيد مجتبى الشيرازي مد الله ظله قد وصف الحزب بذلك وليس يعني بالضرورة أنّ الافراد المتطوعين من الشبان المنتمين له شياطين فكثير منهم تحركهم النوايا الحسنة ولكنّ السيد يقصد أنّ الاهداف الظاهرية للحزب مؤسسة على قواعد شيطانية لانها ليست مرتبطة بمحمد وآله الطاهرين بل بالمعادلات السياسية التي رأيتم كيف أنّ رئيس الحزب من أجلها خرج مؤخرا مترضيا وبكل قلة حياء وصلافة على عائشة الحميراء والصحابة الذين قال أنّ الشيخ الحبيب أساء إليهم كما وصف قاتلة رسول الله وعدوة محمد واله الطاهرين بالسيدة وأم المؤمنين منتفضا لها.
هذا عدا عن ملاحظاتنا على الحزب من ناحية الانضباط الديني. فمثلا هناك أوبريت بعنوان ( نصر العرب) تجد فيه عددا من الساقطات يشاركن مع الرجال بصحبة الموسيقى الراقصة وقد تم عرضه على ما يُسمى قناة المنار.
هناك تجد إحدى الساقطات ترفع صورة "سيد المقاومه" وتغني له بكل حماس.
هذا هو المنكر الذي كان حريا به أن يخرج فيصرخ تنديدا به واستنكارا له وإلا فليغلق فمه ولا يقحمنّ نفسه في امور الدين اطلاقا.
ـ العجيب أن ترى من ينكرون على الشيخ موقفه الذي كان ردة فعل على ما قام به ذلك الرجل, فلماذا يحق للمدعو حسن نصر الله أن يسجل أمام الله تعالى وللناس والتاريخ موقفا في نصرة سيدته عائشة على الملاء فيهاجم الشيخ الحبيب في خطبة علنية بينما لا يحق للشيخ الحبيب أن يسجل موقفا علنيا للتاريخ أمام الله تعالى ومحمد وآله الاطهار في نصرة الطيبين الطاهرين, والحال انّ الشيخ أولى من المدعو حسن نصر الله بذلك بلا شك؟ فليست عائشة كآل رسول الله وليس من ثار غيرة عليهم كمن حرّكته غيرته على عدوة محمد وآله الاطهار عائشة لعنها الله.
ـ ليس ببعيد عكنم ما فعلته الفرقة التابعة لحزب الرجل حين احتفلت في أيام صفر أحزان آل محمد عليهم السلام بصحبة الفرقة الموسيقية بما يسمى عيد ميلاد المسيح وقد طُلب من الشيخ أن ينصح الرجل في البين فأجبنا أنّ ما أقدموا عليه ليس مورده النصيحة في البين فإنّهم فعلوه على الملاء والرجل له أنصار يتأثرون بما يصدر عن حزبه لذا كان لا بد من الانكار عليه وعلى حزبه على الملأ لئلا يغتر الناس.
لو كان ما فعلوه بغير علمه وهو غير راضٍ عنه لكان أصدر بيانا استنكاريا فالأمر ليس بالهين! إنه هتك لحرمة محمد وآله الاطهار.
أمر كهذا هو بالفعل ما كان يستحق منه خطبة نارية كتلك التي ألقاها حين هاجم الشيخ الحبيب غضبة لعائشة!
أليس آل رسول الله أولى بتلك الغضبة؟ ولكن لأنه لا مصلحة سياسية يجنيها من وراء الاستنكار العلني لانتهاك حرمة محمد وآله الاطهار فإنه لا يفعل ذلك بينما ابناء عائشة كحماس والاحزاب البكرية السياسية يهمه إرضاؤهم من أجل مصالح سياسية قذرة.
تابع هذه المحاضرة للشيخ الحبيب بعنوان "لا دنيا مع الحسين" ومن خلالها ستفهم حقيقة موقف الشيخ من الحزب المذكور.
من الجيد متابعة هذه السلسلة من حلقات الليالي الحسينية ومن خلالها تتضح لك منهجية الشيخ الحبيب ومنطلقاته
الجهاد الحقيقي هو ذلك الذي يكون في سبيل رفع الذلة الدينية وهذا ما خرج الحسين عليه السلام من اجله
سيفيدك الاطلاع على هذه الاجابة
إنّ ملاحظاتنا على حسن نصر الله وحزبه ترتبط بانتهاكات شرعية ولا يشفع لهم الانتصار على الصهاينة وإلا فلتشفع لما يسمى صلاح الدين وبني أمية والعباس انتصاراتهم عندكم ايضا بذات المعيار فهم أيضا قدموا دماءهم وأموالهم ظاهرا من أجل نصرة الدين والمستضعفين! وكما أن حسن نصر الله انتصر على الصهاينة فقد انتصر من قبله صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين، لكن المسلم المؤمن الواعي لا يقول أن مجرد الانتصار على العدو سبب لتنزيه صاحب الانتصار من كل إثم أو مخالفة شرعية.
إنّ من يحارب الصهاينة لكنه يخرج على وسائل الإعلام ويترضى على ظلمة آل محمد الذين قال أنّ الشيخ الحبيب تهجم عليهم ويسمي قاتلة رسول الله بالسيدة هو ذليل وليس عزيز
العزة التي أرادها لنا الحسين عليه السلام هي العزة الدينية وهذا للاسف ما لم تفهمه الأمة وتستوعبه من نهضة سيد الشهداء عليه السلام.
كلامنا هو هذا ..
"الانتصار العسكري في الجنوب لم يُعقب عزة دينية فمن كان عزيزا في دينه لا شيء يجبره على أن يصف عائشة لعنها الله بالسيدة و أن يترضى على الصحابة الذين يلعنهم سماحة الشيخ الحبيب ويكشف مخازيهم"
من الجيد الاطلاع على هذا الجواب
على أنّك يجب أن تعلم في جميع الاحوال أنّ الشيخ الحبيب مع محاربة المحتل ولكن شريطة عدم التنازل عن الثوابت الدينية باسم المقاومة او غيرها وأن تكون مقاومة المحتل وغيره لمصلحة دينية عليا وليس لتحقيق مكاسب سياسية أو دنيوية رخيصة.
أما إن كنت أيها الكريم لا تجد ما قدمناه أسبابا كافية لمواقفنا التي نتخذها من الرجل فنتمنى منك التماس العذر لنا كما تلتمسه له فنحن انما نعاديه في الله.
انت مثلا لا ترضى أن يدعوك احد بحجة التوحد مع المخالفين الى الكف عن معاوية بل تقول أنا أفضحه وأبين مخازيه فهو منحرف والحق لا مجاملة ومحاباة على حسابه لأحد. ذات الاسباب التي من اجلها تبغض معاوية الذي خُدعت به طائفة عريضة من الامة لانه كان يتزيا بالاسلام ولكنه يُحرف الدين ويتلاعب به هي التي تدعونا للبراءة من افراد تزيوا بعباءة التشيع وقد خُدعت بهم طائفة عريضة من الامة الشيعية.
سيفيدك الاطلاع على هذا الجواب للشيخ الحبيب
الخلاصة: لو كان هو يعتزل الدين وينزع عمامة رجل الدين ولا يُلبس حركته السياسية زي الدين مع كل ما تحمله من مخالفات شرعيه لكنا كففنا عنه
فلينزع العمامة وليرتدِ ربطة العنق وليكفّ عن إقحام نفسه في قضايا الدين حينها (ربما) لا يكون لنا شأن به إن وجدنا أنّ الرجل مشتغل في العمل السياسي الصرف ولم يصدر منه ما يُعد هتكا صريحا للشرع والحرمات مما يستدعي النكير عليه.
على كل حال هو رجل فاشل حتى على الصعيد السياسي فلو كان يمتلك أبسط مقومات الحنكة السياسية لكان يتعامل مع نظام خامنئي تعامل الند للند لا التابع والذيل فالنظام الايراني بحاجة له بالقدر الذي هو فيه بحاجة إليهم. ولقد اتضح فشله كسياسي مؤخرا حين اضطر لأن يصطف إلى جانب نظام مستبد ديكتاتوري ظالم يلفظ أنفاسه الأخيرة كنظام بشار الأسد لكونه جعل من نفسه ذيلا لنظام خامنئي, ففقد بهذا مصداقيته ونزاهته عند كثير من الشعوب البكرية التي كانت تبجله بل فقد فرصة تاريخية في أن يكون الرجل الذي يشد الشعوب البكرية للتشيع بوصفه رجل المبدأ والحيدة للمظلومين. لكنه للأسف أسهم في إيغال القلوب حقدا على الشيعة في سوريا وغيرها من بوابة السياسة وقذاراتها.
غير أنّ ما يدمي القلب ألما أن نجد الأمة الشيعية المُبرمجة لا تجد غضاضة في أن يتسبب تحزب حسن نصر الله إلى جانب نظام بشار الاسد الدكتاتوري في قتل وتصفية الشيعة في سوريا أو غيرها من أجل صراعات سياسية تافهة بينما يستحلون اتهام الشيخ كذبا وزورا بالتسبب في سفك الدماء لانه يفضح اعداء آل محمد ولا يستحون من قول هذا وكأنّ الدماء فقط في هذا السبيل تغدو غالية عزيزة!
الرجل خذل أمير المؤمنين وانحاز لعدوته عائشة وأظهر الغضبة لها على الملأ وهاجم الشيخ الحبيب.
إنظر هنا موقف أمير المؤمنين من قوم لم ينضموا لمعسكر عائشة ولكنهم لم ينصروا عليا عليه السلام وقعدوا عن الحرب معه فكيف بمن انحاز للحميراء لعنها الله وهاجم من يفضحها ويحاربها؟
كان أبو بردة عوف الأزدي ممن تخلف عن نصرة الإمام في الكوفة ، فلما عاد الإمام فاتحاً من البصرة ، عاتب المتخلّفين ، وقال :
" أَلاَ إنه قد قعد عن نصرتي منكم رجال ، فأنا علَيهم عاتبٌ زارٍ ، فاهجروهم وأسمعوهم ما يكرهون حتى يعتبوا ، لِيُعرفَ حزبُ اللـه عند الفرقة "
فإذاً الشيخ الحبيب طبق في الرجل وأمثاله أمر أمير المؤمنين عليه السلام فأسمعهم ما يكرهون.
ـ أخيرا فإننا نحييك فيك هذه الأصالة في الولاء لمحمد وآله الطاهرين وأوليائهم فاجعلها دائما منهجا ومعيارا لك في مواقفك التي تتخذها من جميع البشر.
عادِ البشر ووالهم في محمد وآل محمد الطاهرين فقط.
حسن نصر الله أو خامنئي وخميني ليس أحدا منهم هو ميزان الحق والباطل وليس من عاداه فقد عادى الله ورسوله والكلام ينسحب على الجميع.
عندما نعادي أحدا من الناس نعاديه لأننا نجده حائدا عن محمد وآل محمد موالٍ لأعدائهم.
نحن البشر لسنا ميزانا لاستقامة البشر وانحرافهم فيُفترض أنه حتى من يعادينا بشكل شخصي لا يصح أن نعاديه لمجرد أنه يبدي العداء لنا فقد يكون فينا من الخِلال ما حمله على معاداتنا. فإن وجدناه مواليا لمحمد وآله الاطهار متبرئا من جميع أعدائهم ومن حاد عنهم نواليه وإن أبدى العداء لنا.
فليكن دائما ميزانك هو هذا:
( إني سلم لمن سالمكم, وحربٌ لمن حاربكم, ووليٌ لمن والاكم وعدوٌ لمن عاداكم)
واعلم يا اخي أنّ من يحاربون آل بيت النبوة الأطهار عليهم الصلاة والسلام يلبسون أقنعة شتى وأخطرهم وألدهم عداوة من يحارب العترة الطاهرة بعمامة التشيع وباسم التشيع.
جاء في حديث إمامنا الرضا (صلوات الله عليه) الذي أخرجه الصدوق عن الحسن بن علي الخزاز قال: "سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن ممن ينتحل مودتنا أهل البيت مَن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال! فقلت: بماذا؟ قال: بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا! إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل واشتبه الأمر، فلم يُعرف مؤمن من منافق"! (وسائل الشيعة ج16 ص179 عن صفات الشيعة للصدوق)
طبق الحديث السابق على حسن نصر الله وخامنئي وبقية عمائم العالمين الثالث والرابع تجدهم مصداقا له. فهم يبدون الموالاة لعائشة عدوة آل محمد بمنافحتهم عنها وفي المقابل يبدون العداء لأولياء آل محمد كالشيخ الحبيب. ولا تغرنّك العناوين التي يبررون تحتها مواقفهم المخزية تلك ولكن فقط انظر إلى الساحة الشيعية لتعرف أثر مواقفهم الدنيئة تلك على الشبان المساكين ضعفاء الشيعة الذين وثقوا بهؤلاء الدجالين ولاحظ كيف يصل الأمر بأحدهم للتوقف في شأن لعن عائشة الحميراء لعنها الله!
ـ تنويه: الشيخ الحبيب ليس قاطعا بصلاح المختار لذا الحيطة تقتضي عدم تشبيه سماحته بالمختار وأضف إلى ذلك فإنّ تاريخ التشيع حافل بعظماء لا يختلف أحد على استقامتهم وتفانيهم يتشرف الشيخ أن يكون إن شاء الله ممن سار بسيرتهم كالعلامة المجلسي والشيخ المفيد وأبي الصلاح الحلبي والشهيد التستري وغيرهم من أفذاذ التشيع وليوثه.
هنا جواب سابق للشيخ الحبيب حول المختار الثقفي
بارك الله فيكم وثبتكم وجعلكم ممن ينتصر بهم لدينه وأوليائه.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
27 رمضان 1433 هـ
